المسيح قام، إنه أمر محسوم لدى المسيحيين، لإن قيامة المسيح هي جوهر دينهم، وللدلالة على أهمية هذا الواقع يقول القديس بولس في رسالته الى أهل قورنثية: “وإن كان المسيح لم يقم فتبشيرنا باطل وإيمانكم أيضا”.
لطالما كنا كلبنانيين مسيحيين ومسلمين نسقط هذا المعنى الديني السامي على الأزمات الكثيرة والويلات والحروب التي مررنا بها، للدلالة على إصرارنا على الخروج من المصائب التي حلت بنا، وأحدثت ندوبا عميقة في جسد لبنان الكبير.
أما الأزمة الحالية التي نحن بين فكيها، فلا يصح فيها مثل القيامة، لأن أهل المنظومة المتحكمة كفار، وقد فرطوا بلبنان الذي هو وقف إلهي، واقترعوا على ثوبه وطعنوه بالحراب، وعلقوه على صليب مصالحهم والأنانيات، وأوصلوا الدولة والشعب الى شفير الموت والضياع.
نعم، الشعب يستغيث، الوطن يستصرخ، البابا يصلي، البطريرك ينادي، الدول الصديقة ترغب وترهب، القوى الحية تثور. لكن أهل المنظومة لا يصغون ولا يستجيبون، ويغسلون أيديهم من دماء الصديقين.
في هذه الأجواء، وبعدما جرى الكلام على مبادرة أو صيغة للرئيس بري تتناغم مع الطروحات الدولية وتتواءم مع مطالب الرئيس المكلف، ورغبات رئيس الجمهورية وتياره، جاء موقف رئيس الجمهورية أمس في بكركي ليطيح هذه الآمال، إذ بدا متمسكا بالمفردات التي كان يستخدمها في عز الاشتباك مع الرئيس الحريري.
وإذ لاذ الرئيس المكلف بالصمت، إتهم نائب رئيس “المستقبل” مصطفى علوش الرئيس عون عبر الـ mtv، بأنه “يبحث عن حكومة التعطيل”، مؤكدا أن “لا حكومة ولا بلدا إن ظل الرئيس يتمسك بالثلث المعطل”.
وفيما السجالات قائمة، مخزونات المركزي تتبخر، الليرة في الحضيض، السلع الأساسية والمواد الغذائية والطبية تفقد عن الرفوف ومن الصيدليات، والكورونا تفتك بالناس في ظل عدم انتظام عمليات التلقيح.
إقليميا، أعلنت المملكة الاردنية الهاشمية عن إحباط محاولة انقلاب قيد الإعداد بتحريض من قوى خارجية لم تسمها، وتم توقيف عدد من المسؤولين الاردنيين الضالعين في العملية، كما وضع الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني، في الإقامة الجبرية.