ماذا سيقول الرئيس ميشال عون في كلمته الى اللبنانيين بعد خمس عشرة دقيقة من الآن؟ وهل يقتصر كلامه على توجيه النقد الى وزارة المال ومصرف لبنان ومن وراءهما على خلفية التقصير في موضوع التدقيق الجنائي، أم سيوسع اطار النقد ليلامس البعد السياسي للملف المطروح؟ وفق معلومات ال “أم تي في” فإن الكلمة الرئاسية ستكون قاسية اللهجة بل حتى نارية، وستستكمل ما بدأه الرئيس عون في تغريدته الأحد الفائت. وعلى رغم طابعها النقدي- الاقتصادي فإن الكلمة ستكون محملة بالرسائل المتعددة الإتجاه، خصوصا أن توقيتها سياسي بامتياز.
فهي تأتي بعد فشل المساعي الهادفة إلى كسر الجمود الحكومي عبر زيارة يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر الى باريس. ذلك أن زيارة باسيل فشلت قبل أن تحصل، فلم يتمكن باسيل بالتالي من كسر العزلة العربية والدولية التي يعيشها هو والتيار السياسي الذي يرأسه. ثم أن الكلمة الرئاسية تأتي مع وجود وزير خارجية مصر في لبنان في زيارة مليئة بالدلالات.
فالوزير المصري التقى معظم القوى السياسية الكبرى باستثناء التيار الوطني الحر وحزب الله، وكان لقاؤه برئيس الجمهورية بروتوكوليا بحتا، فيما تناول طعام الغداء عند البطريرك الماروني واجتمع برئيس الحكومة المكلف في بيت الوسط حيث عقد مؤتمرا صحافيا.
في المقابل لم يقم الوزير المصري بزيارة السراي حيث رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب، كما تعمد ألا يلتقي نظيره اللبناني المقرب من التيار الوطني الحر. وقد علمت ال “ام تي في” أن المعطيات المذكورة إنعكست سلبا على جو اللقاء بين الرئيس عون والوزير شكري، فجاء متوترا حادا.
في هذا السياق بالذات تأتي كلمة رئيس الجمهورية الى اللبنانيين، لذا من غير المستغرب أن تكون قاسية وأن تستهدف ايضا الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ولو من دون ان يسميهما. فالرئيس بري هو المتحكم في قرار وزارة المال، فيما الرئيس الحريري هو الداعم الدائم لحاكم مصرف لبنان. في الخلاصة المسعى الفرنسي سقط، كما ان المبادرة الفرنسية ككل تتهاوى. توازيا، لا مبادرة مصرية كما اعتقد البعض، بل مجرد ضغط لتشكيل حكومة اختصاصيين في اسرع وقت ممكن . هكذا عاد لبنان من جديد في مهب الرياح الاقليمية والدولية.
هو ما عبرعنه بوضوح وزير الخارجية الفرنسية اذ كشف أن باريس ستتخذ اجراءات بحق من عرقلوا حل الازمة اللبنانية وان الايام المقبلة ستكون مصيرية. فهل تنتقل فرنسا ومعها اوروبا من مرحلة التهديد الى مرحلة الفعل؟ وهل فعلها سيكون فاعلا هذه المرة، او كفعل المبادرة الفرنسية التي سقطت حتى قبل ان تبدأ؟.