في أدبيات خصوم سعد الحريري وفي إعلامهم، أن الرئيس المكلف “عطل المبادرة الفرنسية وقبلها المساعي الأميركية، وبعدما “عمل عملته” ها هو يقنعهما بفرض عقوبات على شركائه الممانعين من أهل السلطة”.
وفي عز خلافه مع السعودية، والذي بنى عليه خصومه الكثير من الآمال، تمكن الحريري من “تشغيل الرياض في خدمة سياساته، وبواسطتها تمكن من إقناع بغداد بتعطيل زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الى العراق، وتزامنا كان الحريري حرض جمهورية مصر العربية والجامعة العربية، على ممارسة الضغوط على فرنسا وعلى باقي المنظومة في لبنان. بعد كل هذه الارتكابات، يسافر الحريري الى الفاتيكان في 22 نيسان ليحله قداسة البابا من خطاياه”.
هذه الاتهامات اختصرها اليوم بيان الهيئة السياسية في “التيار الوطني الحر”، بواحدة. إذ اعتبر أن الرئيس المكلف “يعمل على تعطيل تشكيل الحكومة”، فرد عليه “تيار المستقبل” ببيان عنيف اتهمه فيه “بالاستيلاء على توقيع رئاسة الجمهورية في ما يخص تأليف الحكومة”.
ما تقدم يؤكد أن لا حكومة في المدى المنظور. وسط هذه الفوضى، ذكرت “الوكالة المركزية” أن مساعد وزير الخارجية الأميركية سيزور بيروت قريبا، والمتوقع أن هيل يأتي أساسا ساعيا لإنعاش مفاوضات الترسيم جنوبا، وإقناع السلطة بالعودة الى مشروع هوف، وسيعرج هيل على الوضع الحكومي المأزوم. لكن حظوظ نجاحه في الملفين ضئيلة بل معدومة.
ولا تكتفي المنظومة بصراعاتها، ولا بتركها اللبنانيين فرائس الجوع والفقر والمرض والتوترات الأمنية، بل تزيد الأمور اهتراء وهشاشة بقرارات عشوائية مبهمة، فقد طالع وزير الاقتصاد اللبنانيين، بكتاب وجهه الى المحقق العدلي في قضية المرفأ القاضي طارق بيطار طالبا فيه، على غرار ما فعله السيد حسن نصرالله، “التعجيل في إصدار الأحكام واعتبار القضية حادثا وليس عملا إرهابيا، كي يتمكن المتضررون من قبض تعويضاتهم من شركات التأمين”، ما أثار موجة غضب عارم لدى أهالي الضحايا فهددوا بمقاضاته، كما أثار لغطا سياسيا وقانونيا، دفع الوزير راوول نعمة الى تلطيف كتابه، لكن الضرر كان قد وقع.