بالنسبة الى الوطنيين والعقال وأصحاب الكرامات، زيارة ديفيد هيل بيروت واتهامه مجددا وتكرارا المسؤولين بالفساد وسوء الإدارة وتجويع الشعب وإفقاره ورفض وضع مصالح البلد كأولوية.
هذه الاتهامات تخجل اللبنانين ، كما يخجلهم أن يسمعوا مسؤولا غريبا يقول لمسؤوليهم بأن العالم كله معكم وجاهز لمساعتكم ، والمطلوب منكم بسيط : تشكيل حكومة.
ويخجل اللبنانيين أكثر أن اميركا وفرنسا والعالم تراجعت عن كل الشروط القاسية لتشكيل الحكومة وقبلت بحكومة تسوية ، “حكومة مخلوطة ، بس شكلوها قبل فوات الأوان”. ويخجلهم أكثر ان تكون المنظومة لا تسمع ولا تأبه وتواصل التلهي بأنانياتها ، وليست العودة المفاجئة عن توقيع مرسوم تعديل الحدود البحرية مع اسرائيل آخر إبداعاتها ، ولن تكون.
ومن الخجل يتدرج اللبنانيون الى الخوف إذ سمعوا ، فيما طنشت المنظومة ، بأن زيارة هيل ستكون الأخيرة ليس لأنه ذاهب الى التقاعد ، بل لأنه سيعلن بعدها باسم كل اصدقاء لبنان استقالاتهم من السعي المستحيل لانقاذه ، وهذا يعني أن لبنان سيغرق في صوملة عميقة لا خروج منها في المدى المنظور . في الأثناء ، الرئيس الحريري في موسكو ، رئيس حكومة كامل الأوصاف حائزاالثقة ، وهي ليست العاصمة الوحيدة تعتبره كذلك ، فيما هو في لبنان رئيس مكلف مكلف لأنه ممنوع من تأليف حكومة “الثلاث ثمانات”، حتى ولو مات ثلث الشعب ، وجاع الثلث الثاني ، وهاجر ثلثه الثالث. والسلام.