انها دولة الكلام لا الفعل. فمن رأى كبار المسؤولين السياسيين والامنيين وهم يتوافدون الى قصر بعبدا اعتقد ان الاجتماع الوزراي – الامني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية سيتخذ قرارات حاسمة حازمة. لكن من استمع الى البيان الانشائي تأكد له ان الاجتماع ينطبق عليه قول المثل: تمخض الجبل فولد فأرة. انه بيان زجلي، غني بالعواطف، وفيه تذكير بالعلاقات الاخوية المميزة بين الاشقاء، لكنه على صعيد القرارات فارغ من المضمون ولا يتضمن اي محتوى.
و في البيان ثمة ما يضحك كتساؤل رئيس الجمهورية عن مصير آلات السكانر ولماذا لم تركب مع انه اتخذ قرار بها في تموز 2020.
وفي البيان ايضا ما يبكي كحديث رئيس الحكومة عن شبكات التهريب بفروعها اللبنانية والسعودية وخيوطها الممتدة في عدد من الدول.
هكذا حمل حسان دياب السعودية جزءا من المسؤولية ولم يتجاسر على ذكر اسم سوريا لا من قريب ولا من بعيد. علما ان الرمان المحشو بالكبتاغون آت من سوريا بأوراق مزورة سورية وبشاحنة سورية. وحال المجتمعين جميعا لم يكن افضل من حال دياب، اذ ان البيان لم يأت على ذكر سوريا بتاتا، كأن الكبتاغون أتانا من المريخ! في الخلاصة: فضيحة الكبتاغون فضحتنا امام العالم، وبينت كم ان المسؤولين عندنا رهينة اثنين: الدولة السورية ودويلة حزب الله. فهل غريب والحال هذه ان نصبح بلا دولة؟