IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 2021/04/30

سيدي، في يوم صلبك، نسعى دائما كلبنانيين أن نسترجع مشاهد من فعل تضحيتك العظيمة عن البشر، لإسقاطها على واقعنا اللبناني، فلا نجد أحدا من مسؤولينا يرضى التضحية برجل من كرسيه أو بعض من سلطته أو فلس من ماله، علما أن ما عددناه هي أملاك عامة، بل بالعكس، هو يضحي بشعبه ويسوقه الى الذبح والصلب والتجويع، ولا يخاف حسابا لا في الدنيا ولا في الآخرة.

بمعنى آخر، كل مسؤولينا يتناسلون على ما صار أكيدا، من ذرية اللص الذي صلب عن يسارك. على أرض الواقع معروف أن درب القيامة الوطنية من الأزمة تبدأ بحكومة مهمة. لكن المكابرة لا تزال تدفع المسؤولين الى زيارة عواصم الكون كلها، لكسر هذه المعادلة أو لكسر الخصوم والالتفاف عليهم.

في السياق، تندرج زيارة النائب جبران باسيل الى موسكو التي رشح منها سيل من المعلومات المتناقضة، لكن الأكيد أنها لم تسهم بحلحلة الوضع الحكومي، بدليل ما قاله في العلن عن الرئيس الحريري، وما كاله له من اتهامات وشكوك في نواياه وأدائه، ما دفع الرئيس الحريري الى المزيد من التصلب في مواقفه، ودفن مشروع مبادرة جديدة لبكركي قبل أن تولد. صوابية هذا التوصيف نستخلصها من باريس التي فعلت مع شركائها آليات لمعاقبة المعرقلين، والعرقلة تعني بالمباشر معطلي تشكيل الحكومة.

في سياق الحراك الفرنسي على خط لبنان، يصل الوزير لودريان لبنان مساء الأربعاء، على أن يبدأ نشاطه الرسمي فجر الخميس، فاستعدوا للتقريع، لكن شباب المنظومة “تمسحوا”.

وسط الاهتراء الناجم عن كل ما تقدم، والذي ازداد فداحة بمصيبة تهريب الكبتاغون الى السعودية، تستعد الدولة لاستئناف مفاوضات الترسيم مع إسرائيل وقد راكمت الأخطاء ومؤشرات الضياع، إذ ستقارب المفاوضات، وقد سددت صفعة للجيش بتراجعها عن المرسوم 6433، وتلقت صفعة من الأميركي والاسرائيلي اللذين رفضا التفاوض على النقطة 29، وأجبراها على العودة الى خط هوف، وصفعة اقتصادية إذ ضيعت أشهرا ثمينة على لبنان، كان يمكن استغلالها لولا الشعبوية والحسابات الخاصة، لتسريع احتمالات استفادته من ثرواته المغمورة تحت البحر، فيما الشعب مغمور غارق تحت بحر الأزمات.