حوالى منتصف الليل يصل وزير خارجية فرنسا إلى لبنان. الزيارة ملتبسة بكل معنى الكلمة. فحتى الآن لم يتم إعداد البرنامج النهائي للقاءات لودريان، كما لم يعرف هل هو آت لتوجيه إنذار أخير قبل العقوبات، أو للتبليغ عن عقوبات !
في الحالين لا ينتظر الكثير من الزيارة لسببين. الأول أن فرنسا لم تنجح منذ أيلول الفائت في إحداث أي خرق على الصعيد اللبناني، ومبادرتها لم تحقق أي نجاح. في المقابل الوضع الإقليمي محكوم بتطورات كثيرة، أبرزها اللقاء السعودي – السوري في دمشق، والإجتماعات السعودية – الإيرانية في العراق. وكلها أمور تنبىء أن المنطقة مقبلة على مشهد جديد، ووضع جديد، وبالتالي فإن الوقت الحالي هو وقت مستقطع لا أكثر ولا أقل.
وعليه، فإن لا تطورات حكومية. بالعكس، فبدلا من أن يكون السؤال: هل تشكل حكومة أم لا، فإن السؤال المطروح حاليا هو: هل يعتذر الحريري أم لا؟. علما أن لا جواب نهائيا بعد عن السؤال الثاني، لأن القرار الحاسم لم يتخذ بعد.
في هذا الوقت التهريب على أنواعه يبحث في اجتماعات رسمية تنعقد على أعلى مستوى في لبنان. وفيما السعودية تزيد من إجراءاتها المتعلقة بالبضاعة اللبنانية لضبط حدودها، فإن لبنان يستجدي آلة سكانر من الدول الشقيقة والصديقة لكشف ما يمر عبر مرفأ بيروت!
توازيا، القاضية غادة عون تواصل استعراضاتها المسرحية التي يصح وصفها بال ONE WOMAN SHOW كاسرة كل تراتبية قضائية، وضاربة عرض الحائط بالقوانين المرعية الإجراء. فأي نموذج نقدمه للعالم ما دامت غادة عون صارت رمز العدالة في لبنان؟