Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 08/05/2021

غادر وزير الخارجية الفرنسية بيروت، تاركا وراءه الكثير من التساؤلات والاستفهامات. إذ بدا وكأن الهدف من زيارته لم يكن معاقبة أهل السلطة فقط، لإنه وسع مروحته عشوائيا لتطاول أحزابا ومجموعات وحركات وائتلافات معارضة للمنظومة، ليست ضالعة في عرقلة تشكيل الحكومة وغير فاسدة وتملك برامج وتناضل لإنقاذ لبنان، واسترجاع سيادته من محور الممانعة ومن قطار الشرق السريع.

والمستغرب أن لودريان الغاضب من المنظومة الفاسدة والمشجع لمجموعات الانتفاضة، حصر دعواته بعينة منها، بدلا من دعوة كل تلاوينها لرسم مشهدية حاشدة آسرة، تؤكد للداخل والخارج أن البدائل موجودة، وهكذا فعل مع الصحافة وبكركي.

وكأن الوزير الفرنسي سلم أمر برمجة الزيارة، الى متعهد منحاز أو جاهل الواقع اللبناني، خصوصا ذاك الذي نشأ بعد 17 تشرين. وإذا كان السبب ضيق المكان أو الكورونا فإن حدائق قصر الصنوبر التي اتسعت لاحتفالية إعلان لبنان الكبير عام 1920، قادرة على استيعاب الآلاف اليوم.

وكانت المناسبة لتشكل فرصة تاريخية لتجديد الولاء للكيان في مئويته. كل هذا، مع تأدية تحية احترام وتقدير كبيرتين لكل الذين دعوا وشاركوا. والى جانب أن الزيارة شكلت فشلا شخصيا لفرنسا ولوزير خارجيتها، فقد هددت بإحداث تشققات في صفوف المعارضين، وأدت الى تعميق الخلاف المانع لتشكيل حكومة بين مكونات المنظومة.

والأمر مرشح الى المزيد من السلبية بعدما سقطت الوهرة الفرنسية العقابية، وتحولت الى ضربة سيف في ماء. في الأثناء، البلاد دخلت مرحلة النزع الأخير، اقتصاديا وغذائيا ودوائيا، فيما الكهرباء شارفت الظلمة التامة، والمحروقات قاربت النفاد.