فطر سعيد. لكن المعايدة، للأسف، لا تسري على المسؤولين، فكل أيامهم أعياد، لأنهم يعيشون في عطلة شبه دائمة! هكذا فإن العيد سيشكل ذريعة إضافية لهم لإطفاء كل محركات التشكيل، فيصبح تأليف الحكومة بعيد المنال وأصعب.
الرئيس الحريري سافر إلى أبو ظبي لتمضية الأعياد مع عائلته، أما بقية المسؤولين، فباقون مبدئيا هنا، وفعليا كأنهم ليسوا هنا، لأن لا تحركات ولا اتصالات ولا محادثات، فقط مجرد انتظار لتطورات إقليمية ودولية قد تأتي وقد لا.
في هذا الوقت العقوبات الأوروبية تعد بهدوء، والحظر الخليجي على الصادرات اللبنانية مستمر، فيما العقوبات على سبعة لبنانيين على صلة بحزب الله وبمصرف “القرض الحسن” تثبت أن كل ما قيل عن أن أميركا بايدن هي غير أميركا ترامب كلام لا ينطبق على الواقع. فوزارة الخزانة الأميركية إعتبرت في بيان شديد اللهجة أصدرته أن حزب الله يواصل إساءة استخدام النظام المالي اللبناني وأن أعماله تظهر عدم اكتراثه بالإستقرار المالي والشفافية والمساءلة في لبنان. فماذا فعل المسؤولون اللبنانيون لمواجهة الإتهامات الخطرة ؟ هل تداعوا إلى اجتماع وهل سألوا حزب الله عما يفعله؟ طبعا لا، فنظام “القرض الحسن” غير القانوني وغير المرخص من مصرف لبنان صار أقوى من النظام المصرفي اللبناني، ومصلحة الحزب صارت فوق مصلحة الجمهورية. وهل من يسأل بعد لماذا تدهور وضعنا الإقتصادي إلى هذا الحد؟ وهل من يسأل بعد لماذا ليرتنا في الحضيض، واقتصادنا منهك ومنهار، وإنساننا يجوع؟ لقد كنا نأمل في عيد الفطر أن نفطر على حكومة ودولة، فإذا بنا نفطر على فراغ حكومي وعلى دويلة تحل شيئا فشيئا محل الدولة … مع ذلك كل عيد وأنتم بخير!