وفي اليوم السابع لم تسترح آلة الموت الإسرائيلية، بل ازدادت شراسة وعدوانية. القصف الإسرائيلي تركز اليوم على الأبراج والشقق السكنية في قطاع غزة ما أوقع المزيد من الشهداء خصوصا بين النساء والأطفال. ورغم الوحشية الإسرائيلية فإن المجتمع الدولي لم يتحرك بعد كما يجب، وهو لم يتخذ أي خطوة عملية لوقف العدوان الإسرائيلي. ففترة السماح المعطاة لإسرائيل لا تزال سارية المفعول، لأن أهدافها من العدوان لم تتحقق بعد. وهو ما عبر عنه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بشكره الرئيس الأميركي الذي وصفه بالصديق، وبتأكيده أن الولايات المتحدة تغطي إسرائيل في ما تقوم به.
توازيا، كل شيء يؤكد أن جبهة الجنوب لن تفتح، رغم بعض المناوشات، وأن الحدود اللبنانية- الإسرائيلية ستبقى مضبوطة، والأسباب كثيرة، أبرزها أن حزب الله لا يريد معركة مع إسرائيل، كما أن إسرائيل لا ترغب في زيادة جبهة إلى جبهاتها المفتوحة في الداخل.
سياسيا، لا جديد على صعيد الحكومة. فرئيس الحكومة المكلف يواصل زيارته العائلية في الخارج وكأن البلد بألف خير، أو كأن الوضع يسمح للمسؤولين بترف الوقت. في الأثناء إنشغلت الأوساط السياسية باستشكاف مضمون الرسالة التي بعث بها الرئيس ميشال عون إلى الرئيس الفرنسي عبر سفيرة فرنسا في لبنان. ووفق المعطيات فإن الرسالة تشكل ردا غير مباشر على زيارة وزير خارجية فرنسا إلى لبنان. فعون كان منزعجا من لودريان الذي أبى أن يتطرق إلى موضوع الحكومة، محملا الجميع مسؤولية التعطيل. وعليه، فإن الرسالة الرئاسية تشرح موقف بعبدا من المستجدات الحكومية، كما تؤكد لماكرون التمسك اللبناني بالمبادرة الفرنسية. لكن الوقت يمضي، والمبادرة الفرنسية تراوح مكانها، بل تتراجع إلى الوراء، فيما الشعب اللبناني يزداد قهرا وذلا وفقرا. فما النفع من المبادرة الفرنسية إذا تواصل واستشرى الإهتراء الشامل يوما بعد يوم؟ وهل تفيد المبادرة شعبا صار يتمنى بمعظمه أن تفتح أمامه أبواب الهجرة هربا من أبواب جهنم التي تفتح أمامه كل يوم؟