ماراتون أسترازينيكا انطلق ونجح، والملقحون حققوا رقما قياسيا تجاوز مساحة لبنان، أي 10452 . في المقابل ماراتون الحكومة لم ينطلق بعد ليعرف نجاحه من فشله. فاطلاق صافرة البداية مؤجل الى حين عودة الحريري الى بيروت، والتي أضحت مسألة ساعات، كما تؤكد مصادر مقربة منه. لكن العودة شيء، ونجاح المساعي لولادة الحكومة شيء آخر.
حتى الان حظوظ النجاح والفشل متساوية، علما أن العاملين على خط المساعي يبذلون أقصى طاقاتهم لإنجاح مبادرة الرئيس بري المدعومة من البطريرك الراعي، ومن عدد من القوى السياسية.
وحتى الان عقد أكثر من اجتماع بين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، في حين يتولى الدكتور غطاس خوري التواصل مع بكركي، من قبل رئيس الحكومة المكلف. لكن هذه الاجتماعات على أهميتها لن تسمح بمعرفة اتجاهات الريح ما لم يأت سعد الحريري الى لبنان، ويباشر اتصالاته المباشرة أولا مع عين التينة، وصولا الى بعبدا حيث يتوقع أن يلتقي رئيس الجمهورية ليقدم له التشكيلة المنتظرة. فهل الحريري في هذا الوارد حقا، أم أن الظروف المحلية والإقليمية والدولية التي لا تصب لمصلحته، ستدفعه الى قلب الطاولة على الجميع، وحتى على.. نفسه؟.
في الجانب الاخر انتظار وترقب. فدوائر بعبدا تفضل عدم التعليق وعدم الاستفاضة في التحليل، في انتظار عودة رئيس الحكومة المكلف من الإمارات العربية المتحدة. لكن هذه الدوائر لا تنفي أنها في مرحلة انتظار لمآل مبادرة بري.
فبعد سبت قصر الاونيسكو والقنبلة المدوية التي فجرها الحريري في الجلسة، طلب بري من الرئيس عون مهلة 48 ساعة ليبلور خطوات عملية مع رئيس الحكومة المكلف، فكان له ما اراد. وعندما لم يتمكن بري من إحداث الخرق المطلوب طلب مهلة جديدة، وقد أصبحت المدة المنقضية خمسة أيام من دون نتيجة.
ووفق معلومات ال “ام تي في” فإن رئيس الجمهورية لن ينتظر الى أكثر من مطلع الاسبوع المقبل، فاذا لم يأت الحريري ولم يتقدم خطوات الى الأمام على صعيد التشكيل، فإنه كما أبلغ بري، لن يبقى مكتوف اليدين وسيتخذ خطوات جديدة تخرج الوضع الحكومي من دائرة المراوحة.
إذا الاسبوع الطالع حاسم على الصعيد الحكومي، والحريري أمام ثلاثة خيارات لا رابع لها. فإما أن يوفق في تشكيل الحكومة، او يقدم تشكيلة لا يتم التوافق عليها فيبقي ورقة التكليف في جيبه، أو يتخذ القرار الصعب المتمثل بالاعتذار عن عدم التأليف.. وهذا غير مستبعد. فهل القرار الصعب هو الأهون عند الحريري؟.