IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأربعاء في 2021/06/02

لم يكن ينقص اللبنانيين، سوى قرار مجلس شورى الدولة، ليستكملوا قرفهم وقهرهم ووجعهم. كأنه لم يكفهم الوقوف بإذلال امام محطات المحروقات، وعلى ابواب الافران، والصيدليات، وفي المحال التجارية، فجاء قرار مجلس الشورى ليفتح امامهم باب قهر جديد…

في القانون، قد يكون قرار مجلس الشورى صائبا، لكنه في المنطق ساقط، وفي الواقع، تطبيقه يضر بما تبقى من مصلحة اللبنانيين. فمصرف لبنان من خلال التعميم الرقم 151 عوض على المودعين بعض ما خسروه، وبعض ما سرق من جيوبهم، فكانوا يستعيدون الجزء اليسير من اموالهم على سعر صرف 3900 ليرة للدولار الواحد. لكن مع تعليق مصرف لبنان قبل قليل السحوبات على سعر 3900 ماذا سيحصل بصغار المودعين؟ هل يقبضون دولاراتهم على سعر صرف يبلغ 1507 ليرات؟ هل هكذا يكون الحق اعيد الى اصحابه؟ وهل بهذه الطريقة تسود العدالة، ام تستكمل، وباسم الشعب عملية قهر اللبنانيين واذلالهم، عبر قرار غير واقعي صادر عن مجلس الشورى؟.

في السياسة: حسان دياب يتخوف وينبه ويحذر ويشهد انه بلغ، فيما الحرب الكلامية فتحت من جديد بين فريقي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. انها الفوضى غير الخلاقة من جديد: بيانات وبيانات مضادة، ردود وردود على الردود.

توازيا، زيارة البطريرك الراعي الى بعبدا لم تستطع ان تهدىء الجبهة الكلامية المشتعلة. وفي معلومات ال “ام تي في” فان البطريرك الراعي لم يكن مرتاحا للمنحى الذي اتخذته الامور، وهو ما لم يخفه امام الصحافيين بعد لقائه الرئيس عون. ففي حديثه عن الاهانات الشخصية كان يؤشر الى بيان تيار المستقبل امس الذي تجاوز الخطوط الحمر في مخاطبة رئيس الجمهورية. ورغم الغبار الكثيف للمعارك، فان الرؤية باتت اوضح، كذلك النتائج.

فالمبادرة التي قادها الرئيس نبيه بري سقطت حتى اشعار آخر على الاقل. وحكومة المهمة المنتظرة لن ترى النور قريبا، حتى لا نقول لن ترى النور ابدا.

فالحساسيات الشخصية والحسابات الرئاسية والعوامل السياسية والطائفية والاقليمية والدولية باتت اقوى من اي اردة للتلاقي ولتشكيل حكومة مهمة برئاسة سعد الحريري.

من هنا دعوة البطريرك الراعي الى تشكيل حكومة اقطاب، وهو امر غير سهل لالف سبب وسبب. لذلك قد يكون الحل بما بدأ يتداول به في المحافل العربية والعالمية، اي تشكيل حكومة تكون مهمتها الاعداد للانتخابات والاشراف على حسن سير العملية الانتخابية. وطبيعي ان هذه الحكومة لا يمكن ان تضم مرشحين للانتخابات، ما يعني اعتذار سعد الحريري عن تشكيل الحكومة.

فهل تكون حكومة الانتخابات هي الحل؟ وهل الحريري في وارد الاعتذار، ام ان حربه مع رئيس الجمهورية ومع جبران باسيل ستبقى مفتوحة، وبالتالي فانه سيحتفظ بورقة التكليف في جيبه حتى نهاية العهد؟