غدا يبدأ اسبوع جديد، لكن لا جديد تحت شمس الحكومة!، العقد الشكلية هي هي، وأي تقدم حقيقي لم يحرز رغم كل الكلام المعاكس. مبادرة الرئيس نبيه بري لا تزال مطروحة لكن بلا فاعلية ، تماما كالمبادرة الفرنسية التي تحولت جثة هامدة، من دون أن يتولى أحد مهمة دفنها.
والأرجح أن بري لن يعلن فشل مبادرته رسميا، بل سيواصل إعطاءها المهلة تلو الاخرى، لا عن اقتناع بجدواها ولا عن إيمان قوي بإمكان التوصل الى الحكومة المنشودة من خلالها، بل لأنه يدرك أن نعي مبادرته رسميا سيؤدي الى استقالة عدد من النواب، ما يهدد بفرط المؤسسة السياسية الوحيدة التي لا تزال صامدة، ولو شكليا حتى الان.
توازيا، الكلام كثير لكن الفعل قليل، لأن الطرفين الأساسيين المعنيين بتشكيل الحكومة، أي فريق رئيس الجمهورية وفريق رئيس الحكومة لا يريدان حكومة، إلا وفق شروطهما المتناقضة، في حين تثبت الوقائع يوما بعد يوم أنهما أعجز من ان يتمكنا من فرض شروطهما في عملية التشكيل.
هكذا تبدو الأطراف السياسية وكأنها سلمت بالأمر الواقع وبعجزها عن انتاج حكومة، مقابل استفحال التحلل المؤسساتي والتراجع الاقتصادي والانهيار المالي. وقد برز اليوم تحذير أطلقه مدير عام “أوجيرو” عماد كريدية، من أن ارتفاع ساعات التقنين الكهربائي يهدد قطاع الاتصالات.
وسط التخبط الشامل، كشف البطريرك الراعي في عظته اليوم إمكان وجود مخطط جهنمي من وراء عدم تشكيل الحكومة، يتمثل بعدم إجراء انتخابات نيابية في ايار المقبل، ثم رئاسية في تشرين الأول، وصولا ربما الى إسقاط لبنان بعد مئة سنة من تكوين دولة مستقلة.
وربط البطريرك مخطط إسقاط لبنان، بظن البعض أنهم يصبحون عندها أحرارا في إعادة تأسيس لبنان من جديد. إنه كلام خطر يصدر عن أعلى مرجعية روحية مسيحية في لبنان، بل عن مرجعية وطنية كانت في أساس إنشاء دولة لبنان الكبير. فهل تسمع الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة صرخة البطريرك، فتبادر وتتحرك وتتنازل قبل فوات الاوان؟.
إذا كانت تريد مصلحة الوطن نعم. أما إذا كانت مشاركة في المخطط الذي كشفه البطريرك فستستمر في تشبثها بمكاسب وهمية لا تقدم ولا تؤخر في شيء، ما يعرض هكيل الوطن بأسره للانهيار والسقوط. فهل تريدون أيها المسؤولون ان تكونوا متواطئين ومشاركين في إسقاط الدولة، وفي ضرب الكيان؟.