IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “MTV” المسائية ليوم الجمعة في 11/06/2021

وفيما الناس يجوعون وتحرق كراماتهم وأعصابهم ويموت أطفالهم امام طوارىء المستشفيات المقفلة ورفوف الصيدليات والسوبرماركات الفارغة، معركة تشكيل الحكومة ما عاد يصح تسميتها كذلك، فالمعركة تدور رحاها الآن على الطريقة العشائرية حول من يحق له التأليف ومن لا يحق له التدخل في الطبخة.

نعم، المعارك تدور عند هذا المربع، أما السبب أو الأسباب، فتعود الى شعور الرئيس المكلف بأنه يتعرض في ماتش الذهاب الى إهانة مستورة من الثنائي الشيعي الذي سوق إعلامه بأنه هو من يشكل الحكومة فيما الرئيس المكلف جالس على مقاعد الاحتياط.

وفي ماتش الإياب يتعرض الى استفزاز من باسيل المسترئس الذي حول البياضة الى قصر رئاسي مؤقت تعد في مطابخه الحكومات انطلاقا من عدم قدرة الرئيس المكلف أو عدم رغبته في التشكيل.

وما استفز الحريري أن يحمله الثنائي عون-باسيل مسؤولية فشل مبادرة بري، وقولهما بأنهما يسترجعان للمسيحيين، في عملية تشكيل الحكومة ما سلبهم إياه الطائف لصالح الطائفة السنية.

في سياق متصل يشارك الرئيس الحريري في اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي في دار الفتوى المنعقد السبت برئاسة المفتي دريان، والسبب الداعي هو الظرف الاستثنائي وطنيا وما تتعرض له الطائفة السنية من تطاول على هامش عملية التشكيل.

في الإطار علمت الإم تي في بأن الطائفة ستعيد تظهير حدودها وتلوينها وتسييجها قبل أن تقف صفا واحدا، ما عدا بعض الخوارج، وراء الرئيس الحريري، مكلفا أو مشكلا، لكنها سترفض قطعا اعتذاره من التكليف.

إذا، قضية التشكيل صارت قضية مشكل وما عادت قضية وزيرين مسيحيين، أو إذا كان التيار الوطني الحر سيمنح الحكومة العتيدة الثقة أم سيحجب نور ثقته عنها بحكم كونه القابض تاريخيا على ديجنكتورات وزارة الطاقة وكهرباء لبنان.

تخلي المنظومة وتلهيها بمعاركها فيما البلاد تغرق وتنهار، دفع القوى الدولية وفي مقدمها الفاتيكان معنويا، وفرنسا تشغيليا، الى البدء بعملية بناء شبكة حماية دولية للبنان التائه، تتدرج من الرعاية الانسانية الانمائية، لمنع مؤسساته الحيوية من الانهيار، وشعبه من الجوع والهجرة، وجيشه وقواه الأمنية من التشتت والانقسام، الى عقد مؤتمر دولي من أجل لبنان يسبق الانتقال الى مقاعد الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإكساب مقرراته الشرعية القانونية الحامية، الأقوى من القانون المحلي.

أما الرسالة المباشرة التي سيوجهها المؤتمرون الى المنظومة، فهي أن شعب لبنان ليس قطيعا محللا للذبح، ولبنان الكيان السياسي – الجغرافي ليس أرضا سائبة، والنقطة الأهم أن أمن العالم من أمن لبنان، وأمن لبنان يستعاد بصيانة أمنيه القومي والاجتماعي وباستعادته رسالته ودوره وازدهاره وحياده.

وسط الغيبوبة الحكومية، استفاق الرئيس حسان دياب واستل قلمه ليعلن الرابع من آب يوم حداد وطني بدلا من أن يعلنه يوم إحقاق العدالة والقبض على من أهمل وتواطأ وسكت حتى وقعت الجريمة النكراء، وما تلاها من إهمال وسعي الى إخفاء الحقيقة.