Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 14/06/2021

ورقة الاعتذار طويت موقتا، فاعيد خلط الاوراق السياسية من جديد. رئيس الحكومة المكلف، وللمرة الثانية على التوالي، يحجم في اللحظة الاخيرة عن اتخاذ القرار الصعب، وذلك تحت ضغط عاملين: حالة الاستنهاض السنية التي استطاع تأمينها حول شخصه، والدعم العلني غير المسبوق الذي يقدمه له الرئيس نبيه بري.

لكن دعم بري سلاح ذو حدين. اذ بات من شبه المؤكد ان رئيس مجلس النواب، وبعد كل ما حصل، لم يعد قادرا على لعب دور الوسيط لأنه اظهر انحيازه الى جانب الرئيس سعد الحريري، حتى صارا في خندق واحد ضد فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر.

من هنا ورغم كل الكلام عن استمرار بري في مبادرته، فإن الوقائع تكذب ذلك، وجل ما في الامر ان بري والحريري يسعيان إِلى كسب الوقت في سبيل تسجيل هدف جديد في مرمى بعبدا والبياضة عبر التسويق لتشكيلة جديدة يقدمها الحريري الى رئيس الجمهورية. فاما ان يقبل بها الاخير وهذا امر مستبعد، واما ان يرفضها فيعلن عندها الحريري اعتذاره راميا المسؤولية على عون وفريقه ليبدأ عندها فصل جديد من المعركة المفتوحة بين فريقين وتوجهين.

هذا داخليا. اما خارجيا فانتظار لموعد له اهمية الاستحقاق. ففي الرابع والعشرين من الجاري تنعقد في بروكسيل القمة الاوروبية التي تبحث في الازمة اللبنانية، انطلاقا من تقرير ستقدمه فرنسا. وتسبق القمة زيارة يقوم بها المفوض السامي للسياسة الاوروبية الخارجية جوزف بوريل Borel بهدف تكوين مقاربة اوروبية لما يحصل. فهل تنتج من القمة المنتظرة مبادرة ما،ام ان لبنان سيبقى وحيدا في مواجهة مصيره، مع منظومة تحلل كل شيء لنفسها، ولا تبالي الا بمصالحها ومحاصصاتها؟

والدليل انه فيما كان الدولار يواصل تحليقه ليبلغ 15 الفا و500 ليرة للدولار الواحد، كان الرئيس بري يتحدث عن مبادرته في نسختها الثالثة محذرا من خراب كبير لا تحمد عقباه. فكم مرة سمعنا مسؤولين يحذرون وينبهون؟ واذا كان دور المسؤولين التحذير والتنبيه، فماذا على الناس العاديين ان يفعلوا؟ وهل مطلوب منهم ان يتحولوا اصحاب قرار وان ينقذوا هم الوطن؟ حقا انه وطن العجائب والغرائب ، وبلد الادوار المقلوبة!