Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”MTV” المسائية ليوم الأربعاء في 2021/06/16

“خلصت” هذا ما قاله مسؤول معني بتأليف الحكومة، بعد سماعه بيانات رئاسة مجلس النواب ورئاسة الجمهورية.

وتاء الاناث هنا تصيب عصفورين بحجر واحد: فهي تعود الى الحكومة بقدر ما تعود الى مبادرة الرئيس نبيه بري. فتشكيل الحكومة سقط نهائيا، وحتى اشعار آخر، تحت غبار المعارك الرئاسية العبثية، والبيانات المضادة بين رئاسة مجلس النواب ورئاسة الجمهورية.

وأما مبادرة بري الحكومية فصارت من الماضي، وبخاصة بعدما تحول صاحبها طرفا أساسيا في المعركة الحكومية الدائرة. علما انه طرف منذ البداية، لكنه نجح لمدة طويلة في تحييد نفسه وتغليف انحيازه الى الرئيس سعد الحريري، بمواقف كلامية ملتبسة توحي انه على مسافة واحدة من الطرفين.

اذا، المعركة احتدمت من جديد وبقوة، وعلى اعلى مستوى، لكن المشكلة في احتدامها انها تتخذ طابعا طائفيا ومذهبيا مقيتا، ما يهدد بضرب ما تبقى من استقرار. فهل هذا ما يريده المسؤولون؟ ان يعودوا الى معاركهم الطائفية، ليغطوا بها فشلهم وفسادهم وجرائمهم المتكررة والمستمرة بحق الوطن والناس؟.

وسط المعمعة السياسية – الحكومية يبدو رئيس الحكومة المستقيل في دنيا أخرى. اذ اعتبر في لقاء عقده ان ما نشاهده في الشوارع مخيف، ويقدم نماذج عن غياب الدولة. فكيف يسمح رجل مسؤول لنفسه ان يعلن موقفا يدخل الخوف الى قلوب الناس بدلا من ان يقدم حلا؟ وهل مهمة المسؤول ان يوصف وينبه الى خطورة ما يحصل، ام ان يبادر ويسعى الى تلافي النتائج والتداعيات؟ في المقلب الشعبي استعدادات ليوم غد، وللاضراب الذي دعا اليه الاتحاد العمالي العام احتجاجا على الاوضاع المعيشية السيئة وللمطالبة بتشكيل حكومة انقاذ.

والواضح ان تحريك الشارع في هذا التوقيت بالذات هدفه استكمال الضغط على فريق رئيس الجمهورية، بخاصة وان قرار الاتحاد العمالي العام مرتبط في شكل او في آخر بالرئيس بري وبحركة أمل.

يؤكد المنحى السياسي لاضراب الغد بيان لتيار المستقبل، اعتبر فيه الاضراب موجها ضد من يحول دون تشكيل حكومة مهمة تعمل على انقاذ لبنان. فكيف تحول اضراب الغد من اضراب مطلبي اجتماعي ضد الحالة المعيشية، الى اضراب سياسي ضد فريق رئيس الجمهورية؟ وهل صار فريق الرئيس هو الوحيد المسؤول عما آلت اليه امور البلاد؟ اليس كل أركان المنظومة، بمن فيهم امل والمستقبل، شركاء في الجريمة بحق المواطن؟

الاكيد ان لا احد من المسؤولين الحاليين يمكنه ان يعتبر نفسه بريئا من دم هذا الشعب، لذا فلنهتف من جديد: كلن يعني كلن.