Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 21/06/2021

الاذلال. انها الكلمة التي تختصر وضع اللبنانيين في هذه الايام.

إذلال في كل مكان وفي اي ساعة. على محطات المحروقات صفوف طويلة وانتظار اطول، ولهاث مرير وراء ليترات معدودة لا تَروي غليل ال “رزرفوار” الجاف. في الصيدليات اذلال بحثا عن دواء يصعب ان يتوافر ، واذا توافر فبعد الف ” تربيح جميلة”.

في المستشفيات اذلال ايضا لأن شركات التأمين لم تعد تدفع كما في السابق، وبالتالي فان المريض بات امام مصيره الاسود. فاذا لم يكن معه “فريش ماني” فعلى الصحة السلام، وما عليه الا ان يعود الى منزله منتظرا قدره.

اما اذا كان معه “فريش” فالاستشفاء ممكن شرط ان تكون المستلزمات الطبية اللازمة لحالته موجودة، والا فان الخطر يداهمه من جديد. ولائحة الاذلال تطول ولا تنتهي. فهل هذا هو لبنان؟ هل ما زلنا نعيش في دولة؟ وهل في هذه الدولة مسؤولون حقيقيون ام مسؤولون من ورق؟ في عيد الاب يشعر اللبنانيون انهم يتامى متروكون لمصيرهم، فكأن لا أب لهم ولو ان رئيسهم لقب ب “بي الكل” ذات يوم!

في السياسة اذلال ايضا. رئيس الحكومة المكلف سافر من جديد الى الامارات بعدما فوض امر الحكومة الى الرئيس نبيه بري. فاذا اقر رئيس مجلس النواب ان مبادرته ماتت يمكن الحريري ان يعتذر، واذا لم يقر بري بذلك فان الحريري سيبقى “لا معلق ولا مطلق”.

في المقابل: جبران باسيل فوض أمر حقوق المسيحيين لحسن نصر الله، وهو يقبل ما يقبل به الاخير لنفسه وطائفته. وبين التفويضين ضاع اللبنانيون، ويكاد لبنان يضيع!

وكما في لبنان كذلك في اوروبا. ففي لوكسمبورغ اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، والوضع اللبناني على الطاولة في حضور بوريل الذي قدم تقريرا سوداويا عن الوضع اللبناني، معتبرا ان مسؤوليه ليسوا على قدر المسؤولية وانهم يضيعون الفرص والسفينة تغرق . فهل من اذلال اكثر من هذا ؟ لقد وضعنا على مشرحة العالم ، وصرنا اما مادة تأنيب او مصدر شفقة.

اما المسؤولون عنا فمنشغلون بمعركة صلاحيات الرئاسية والحقوق الطوائفية. أفما آن لهذه المسرحية السمجة والكاذبة ان تنتهي؟ وأما آن لليل الذل أن ينحسر؟