أهل المنظومة تنكروا للبنان وحولوه، قسم منهم إلى مربع يصدر الأمن ويستورد اللا أمن، وقسم آخر حوله إلى كونتوار للسمسرات والتهريب، والفساد وسوء الإدارة والتنفيعات والتوريث السياسي والإتجار بالطائفية والبشر، حتى انهارت الجمهورية وجاع البشر.
لكن لبنان في عيون قسم كبير من أبنائه وفي عيون الدول الصديقة يبدو نابضا بالحياة، وما يمر هو غيمة سوداء لا بد سترحل مهما كبرت ظلالها وطال مكوثها في سمائه.
من الآن وحتى الأول من تموز موعد اليوم اللبناني الذي دعا إليه البابا فرنسيس في الفاتيكان، دبلوماسية الدول المؤثرة على تواصل في الكواليس وفي العلن لإنقاذ لبنان من خاطفيه بدءا بالقيمين على شؤونه.
فقد شهد الفاتيكان اليوم نشاطا غير مسبوق خصص للبنان إذ اجتمع وزير الخارجية الكاردينال غالاغر، ورئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ساندري، وأمين سر الدولة بييترو بارولين بإيعاز من قداسة البابا، وقد أعلن الكاردينال غالاغر إثر الاجتماع ليس في مقدور الفاتيكان وحده مساعدة لبنان، وعلى الأسرة الدولية الوقوف إلى جانب هذا البلد”.
النداء الصادر من القلب سرعان ما عبر الألب ووصل إلى باريس حيث كان وزيرا خارجية الولايات المتحدة وفرنسا بلينكن ولودريان مجتمعين، وقد خصصا حيزا واسعا من لقائهما للشأن اللبناني المأزوم.
وقد عبر الرجلان بقساوة عن رأيهما في الطبقة السياسية إذ أكدا أن باريس وواشنطن تتعاونان من أجل إيجاد الحلول الإنقاذية للوضع في لبنان، وقالاها صراحة، نحن نعرف المتسببين بالأزمة، والشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية ولوحا بعقوبات قريبة على أركان المنظومة.
في المقلب اللبناني، انطلقت عملية التصفية النهائية للاحتياط الالزامي عبر إطلاق البطاقة التمويلية وتخفيف دعم المحروقات، وقد حظيت العملية بتوقيع رئيس حكومة التصريف حسان دياب.
كل هذا الانحراف الجنائي الجرمي أسهل على المنطومة من تشكيل حكومة تضع حدا لما نعانيه، فيما المستشفيات والأفران والسوبرماركات تغلق أبوابها.
في السياق الحكومي، السيد حسن نصرالله الذي وصلته مناشدة جبران باسيل وتحكيمه إياه وقبوله بما يقبل به لإيجاد الحل، أجابه بأنه لبى النداء وهو يعمل على الحلحلة من دون أن يضع سقفا زمنيا لمسعاه.
وكان نصرالله مهد للاجابة بتصحيح متعال لأمرين: الأول، أنه ليس حكما، مبطنا أنه لا يريد إحراج الرئيس بري، والثاني أن أحدا في لبنان لا حليفا ولا خصما يرضى و يسلم بما يرضى ويريده حزب الله للبنان.
والسيد بهذا الكلام حسم أن لا حلفاء له في لبنان بل مقاطعجية، والأخطر أن ما يخبئه الحزب للبنان هو غير ما يظهره في يومياته السياسية، التي يعتبرها مرحلية، و تسقط عندما ينضج مشروعه الكبير المنتظر.