Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”MTV” المسائية ليوم السبت في 2021/06/26

لا صوت يعلو على صوت الدولار. ولا حديث يعلو على حديث البنزين !. العملة الخضراء تسجل قفزات جنونية وبلا ضوابط. وفي الأربع والعشرين ساعة الاخيرة ارتفعت أكثر من 1500 ليرة لتلامس سقفا غير مسبوق هو 18 الف ليرة.

ومع تصاعد سعر الدولار، تصاعدت صرخات الناس في الشوارع.الفوضى غير الخلاقة في كل مكان جنون أمام محطات المحروقات وعلى الطرقات. توتر وتشنج بلغا حد الهستيريا أحيانا، كأن الناس فقدت أعصابها ولم تعد تستطيع التحمل.

فالبنزين ليس وحده شبه مفقود بل كل شيء تقريبا، بدءا من بعض المواد الغذائية، مرورا بالمازوت و الغاز وصولا الى الدواء. ردة الفعل الشعبية على ما يحصل بدأت وان كانت لا تزال خجولة بعض الشيء.

في طرابلس، أقفل بعض التجار محالهم احتجاجا على غلاء الاسعار، ونظمت مسيرات سيارة تدعو المواطنين للنزول الى الشارع وتوترت الاجواء في منطقة الميناء، وفي صيدا وصور والنبطية وبعلبك وبيروت قطعت الطرقات. فهل انطلقت شرارة الثورة من جديد، أم أن كل ما يحصل هو مجرد ردة فعل عفوية ستنتهي مع عودة المحروقات الى مجاريها، بل الى خراطيمها؟.

سياسيا، الوضع أسوأ. فحكومة تصريف الاعمال مصرة على أن تمارس صلاحياتها بأقل من الحد الأدنى، وكأن البلد بألف خير.. أما الحكومة المنتظرة فلا أحد يأتي على سيرتها، وكأنها صارت حلما مستحيلا او أمرا لن يتحقق!. لكن، كيف تتشكل حكومة ورئيس الحكومة المكلف نادرا ما يأتي الى لبنان؟، وكيف تتشكل حكومة والفرقاء السياسيون المولجون بتشكيل الحكومة منشغلون بخلافاتهم الصبيانية، ويتراشقون الاتهامات عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي؟.

وآخر مسرحيات اليوم، سجال حاد بين نواب من “أمل” ونواب من “التيار الوطني الحر”، تبادلوا فيه الاتهامات بالفساد!. إنه التراشق في الزمن الغلط، إذ هل يدري أركان “أمل” و”التيار الوطني الحر” أن أحدا لن يصدقهم في محاولتهم إعطاء صك براءة لأنفسهم، وإلصاق تهم الفساد بالأخرين؟. وهل يدرك أركان المنظومة أن نظرة الشعب اللبناني اليهم واحدة، وأنهم بنظره كلهم فاسدون مفسدون؟.

فيا حضرات النواب الشرسين والناطقين بألسنة أسيادكم: رجاء احترموا عقولنا واصمتوا على الأقل، علكم تسمعون صوت المعاناة وعلكم تشعرون، ولو لمرة، بذل الناس في الشوارع وعلى الطرقات!.