لبنان واحد لا لبنانان، إنه الشعار الذي كان يحلو للرئيس الراحل صائب سلام ترداده، وهو تحول شعارا وطنيا بامتياز، خصوصا أيام الحرب اللبنانية عندما لاح شبح التقسيم. لكن اليوم للأسف لبنان ليس واحدا، إذ نحن امام لبنانين، هناك أولا لبنان السياسة والسياسيين ويمتاز بالمناكفات العبثية والصراعات المجانية والخطب المملة المضجرة والتصريحات اليومية التي لا تقدم ولا تؤخر، عفوا، بلى، إنها تصريحات تؤخر لأن لا هدف لها إلا صب الزيت على نار الطائفية والمذهبية، لذلك فهي تؤخر مسيرة الوطن وتجعلنا وبخلاف معظم دول العالم لا نتقدم إلا إلى الوراء.
مقابل هذا اللبنان، هناك لبنان آخر يتجلى بأبهى صورة الليلة في الفوروم دو بيروت، إنه لبنان الجمال الساحر الآسر، بل انه لبنان الابداع بالصوت والصورة عبر الـ MTV، ولبنان التألق الحقيقي الذي لا يشبه بشاعة السياسة وسوء أداء معظم السياسيين، يكفي ان نشير في هذا المجال إلى ان الملكة التي تنتخب الليلة لن يمدد لولايتها ولن يجدد، فانتخابات الجمال في لبنان ديموقراطية بكل معنى الكلمة، القوانين التي تحكمها معروفة، والمعايير التي تعتمد فيها واضحة، والمدة فيها محددة، فاستوحوا من لبنان الجمال أيها السياسيون، عل البشاعة في وطننا وبكل أنواعها تصبح أقل، وعل لبناننا يعود أحلى.