Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “MTV” المسائية ليوم الثلثاء في 29/6/2021

قمة السادية التي تمارسها المنظومة في حق شعبها أن تمعن فيه تنكيلا وتجويعا وتسلبه ماله ودواءه وصحته ومحروقات سياراته، وقبل أن يسلم الروح منهكا، يطل عليه دجالوها مبشرينه بالفرج . ولكن الفرج عزيزنا المواطن سيكون مدفوعا من جيبك وبأغلى الأثمان.

وقمة القمة أن يخرج سحرتها عليه بقرار يقول برفع سعر صفيحة البنزين إلى مستوى السبعين ألف ليرة من دون أن يتوفر البنزين، بحيث ظلت طوابير الذل تنتظم كيلومترات أمام المحطات، أما البشرى الثانية المفخخة فهي إقرار البطاقة التمويلية غدا، ولكن من دون مصدر تمويل واضح.

في المقابل، قمة القهر الذي لم يعرف مثله شعب في القرن الجديد، أن يطلق الناس زفرات ارتياح بعد طول اختناق، منطلقين من منطق مازوشي يزين لهم بأن الدفع غاليا ثمن نقطة بنزين أفضل من أن ندفع سياراتنا بأنفسنا بدلا من أحصنة محركاتها العطشى للوقود.

وقمة الذل أن ينسى الناس أمرين: أن البنزين هو قشة صغيرة في كومة المشاكل المتطايرة في وجوههم كاللعنات.

والأمر الثاني، أن تدبير رفع الدعم الجزئي هذا، هو مثابة hors doeuvres موقت يسبق الرفع الكامل للدعم، ومن يخرج حيا من بطش هذا سيقتله الطبق ذاك. قد يقول قائل من أهل المنظومة إن في ما تقدم إغراقا في التشاؤم لكن يتجاهل هؤلاء بأن كل هذه التدابير العوجاء تتخذ في غياب حكومة ترعى وتضبط.

فكل المؤشرات والهندسات الحكومية وكل البخ السياسي الذي تنشره المقرات، لا يبطن ولا يظهر أي رغبة في تشكيل الحكومة، بدليل أن كل الصيغ الحكومية التي رميت في التداول في الويك اند وبعده، تبين أنها كلام ويك أند، كما تبين أن وراء كل صيغة مقر، والغاية من تسويقها كان لإظهار الخصم في موقع المعطل، ما أبقانا في مربع التعادل السلبي. وتأكيدا على عدم رغبة البعض في التشكيل، نرى أن الرئيس الحريري غير مستعجل للعودة الى لبنان، والثنائي الشيعي لا يعلن وفاة مبادرة الرئيس بري لكنه لا يحييها، فيما الرئيس عون يتعاطى مع مسألة التشكيل تماما كما تعاطى عام 1988 مع تكليفه رئاسة الحكومة العسكرية الموقتة.

فهو كما في الأمس، مرتاح الى ترؤس المجلس الأعلى للدفاع كحكومة موقتة بدلا من التعايش القسري مع الحريري، تماما كما ترأس حكومة الثلاثة، وطور دوره ليلعب دور رئيس الجمهورية، ما أدى الى انهيار الجمهورية الأولى، فهل نتحمل اليوم إسقاط الجمهورية الثانية؟.

في سياق خوف الغرباء أكثر من الأبناء على لبنان، غرد وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن إثر لقائه نظيريه الفرنسي والسعودي على هامش قمة العشرين، فكتب: “ناقشنا الحاجة الى ان يظهر القادة السياسيون في لبنان قيادة حقيقية من خلال تنفيذ الاصلاحات التي طال انتظارها لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد وتوفير الاغاثة التي يحتاجها الشعب اللبناني في شدة”. لكن على من تقرأوا مزاميركم ايها السادة.