عندما يعجز الأطباء عن شفاء انسان من مرض عضال ، لا يبقى أمامه إن كان واعيا، وأمام أهله سوى الصلاة والنذور والسير حفاة الى أقرب القديسين، هذا هو واقع لبنان مع فارق غريب نادر ومستغرب، أن سبب تدهور حال لبنان هم الأطباء الدجالون الذين سلم الشعب أمره لعنايتهم.
من هنا لجوء اللبنانيين الى قديسيهم المشهود لهم بالعجائب، وبقداسة البابا، كممثل للمسيح وكرئيس دولة مرهوبة لها علاقاتها وصداقاتها.
وكأب روحي عطوف لبى فرنسيس النداء ودعا الى يوم تأمل وصلاة من أجل لبنان.
وهنا لا بد من التنويه بأن أحبار الكنيسة كما السيد المسيح ، يذكرون المرضى وأسرى الحالات المستعصية بأن الاتكال على الله ضروري ومفيد لكنه غير كاف، إذ على الانسان أن يقوم بما عليه، بمعنى آخر إذا كان يوم لبنان في الفاتيكان قد تحقق، فالمطلوب ان يكون يوم لبنان في لبنان فعلا يوميا واجبا.
ولكن من أين لنا ذلك والشعب المنهك لم يعد قادرا على القتال اليائس وغير المتكافىء ضد منظومة تستخدم كل سطوتها لإطفاء النار المشتعلة في صدره؟ من هنا كان اعلان الكاردينال ساندري بأن الله وحده قادر على مساعدة لبنان.
في ناحية جهنم حيث المنظومة، ورغم الكلام المعسول والثناء المضلل على خطوة البابا فإن أركان المنظومة نفضوا الغبار عن كل المعاهدات التي وقعوها مع شياطين الداخل والاقليم لمواجهة الحركة البابوية وإفشالها.
الفاتيكان العالم ببواطنهم يلجأ الى صلوات طرد الأبالسة والشياطين ، ولا يكتفي بالصلاة بل يوظف كل صداقاته لحماية لبنان كوطن رسالة وعيش واحد مع المسلمين ، وكقلعة أخيرة ومنارة أمان لمسيحيي الشرق.
وهذا ظهر في دعوة البابا بطاركة الشرق، وجميعهم رؤساء كنائس شهيدة تنوء تحت صلبان الظلم والهجرة والتهجير، كما ظهر جهده جليا في اللقاء الثلاثي لوزراء خارجية أميركا وفرنسا والسعودية، وما بدأنا نراه وسنلمسه تباعا من حركة انتر- دبلوماسية تصب في هذا الاتجاه.
لبنان أسير المنظومة، لم تصحه رائحة البخور المنبعث من الفاتيكان بعد، وعلى رغم ان 30 % من اطفال لبنان ينامون بلا وجبة عشاء ورغم التفلت الأمني المخيف، لا حكومة في الأفق و شقة الخلاف تتوسع، عون يبحث عن كيفية التخلص من الحريري، والحريري يدرس مروحة من سيناريوهات الاعتذار ليختار من بينها الأوجع لعون، ام يبقى على صدر العهد حتى نهايته.
معيشيا، ورغم رفع أسعارها لا تزال المحروقات نادرة والناس تشوى في سياراتها للحصول على نقطة بنزين، مع وعود ببداية حلحلة بدءا من الليلة وصباح الجمعة.
توازيا وبعد مسرحية إقرار البطاقة التمويلية التي لا تمويل لها إلا من جيوب المودعين، أصر رئيس الجمهورية ورئيس التصريف حسان دياب على إبقاء الدعم على الدواء وبعض المستلزمات الطبية الأساسية، وجيوبنا هي مصدر التمويل ايضا… إنه الاستسهال في دولة الشعبوية والارتجال.