Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”MTV” المسائية ليوم السبت في 2021/07/03

إذا استمعنا وقرأنا المفردات المشوبة بالتشكيك والخوف، الملأى بالتعجب والمفاجأة، لما قام به المحقق العدلي طارق البيطار من استدعاءات نواب ووزراء سابقين وقيادات عسكرية سابقة وحالية ورؤساء أجهزة، لا نستغرب ولا نتعجب.

فما قام به القاضي غير مسبوق في كل المقاييس، فهو تسلل الى منطقة الأمان المحرمة التي لم يطأها قبله، لا قاض ولا ابن دولة ولا ابن “مرا”، وداس مسكبة المنظومة وعبث في المكان الذي يعتبر نقطة الدفاع الأساسية والحصن الذي تجمع المنظومة، رغم اختلافاتها الظاهرة على كل شيء، تجمع على حمايته وتتناوب على الدفاع عنه منذ فجر الدولة اللبنانية التعيسة بحكامها وحتى اليوم.

نعم، أن يستدعي قاض كبار القوم ويلاحقهم ويحاسبهم في جريمة، كبيرة كانت أم صغيرة، أمر جديد ومستغرب. من هنا يحق للناس طرح أسئلة لا تطرح في أي دولة في العالم: هل البيطار جدي، هل يعي ما يقوم به، هل يواصل طحشته؟، هل ستسمح له المنظومة إسقاط امبراطورية الدومينو، وتمزيق بيت العنكبوت الذي حاكته بخيوط أحلام الناس وأموالهم وجنى أعمارهم وصحتهم وكراماتهم؟، وصولا الى السؤال الأفظع، ألا يخشى الطارىء على القضاء، الطارق على الأبواب الخطأ بمطرقة البيطار، ألا يخشى على حياته؟، بلى .. يفترض به أن يخاف، لكن يجب ألا يتراجع لأن الناس معه، ولأنه بنجاحه في فتح أبواب السجن لمرتكبي جريمة العصر في المرفأ، يكون وضع اللبنة الأولى والضرورية في مشروع إعادة بناء الدولة.

بلى، يفترض به أن يخاف لكن يجب ألا يتراجع، لأنه بمعاقبته المجرمين، يكون عاقب 80% من مرتكبي الفظائع والجرائم المختلفة التي هدمت الدولة سابقا وحاضرا، وقتلت رجالها ونكلت بأحرارها، المجرمين الذين انتفض الناس ضدهم وثاروا في 17 تشرين.

في هذه الأثناء، لبنان المحترق تحت شمس الأزمات، من محطات الوقود والدواء والمستشفيات والمتحور الهندي والتعليم والأمن، الى آخر منظومة البهدلة، يتطلع الى تشكيل حكومة فيما الوقائع تؤكد أن لا حكومة في المدى المنظور. كيف لا، والخلافات على أشدها بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وتياره، فيما الضبابية تظلل موقف الحريري: يعتذر ويختار بديلا يرضى عنه، وهذا ما يرجحه البعض من دون سند، أم يتمسك بتكليفه.

أمام الموت البطيء الزاحف والاستحالات، يتطلع اللبنانيون الى ما بعد يوم التأمل والصلاة في الفاتيكان. ماذا سيفعل البابا فرنسيس؟، وما هي الخطوات التي سيلاقيه بها البطريرك الراعي من بيروت؟، وأي فاعلية للرجلين غير المسلحين إلا بصليبيهما وبمحبة لبنان كما يتهكم أهل المنظومة، الذين لم يتورع قسم منهم عن تجيير ما ساقه البابا من اتهامات لحسابهم، في مواجهة خصومهم السياسيين ، فيما اعتبر قسم آخر أن البطاركة وفي مقدمهم الراعي لا يتكلمون باسم كل المسيحيين، وبالتالي فإنهم لا يتكلمون باسم اللبنانيين. لننتظر ونر.