نهاية أسبوع هادئة تؤسس لمرحلة جديدة في الأسبوع الطالع. فرئيس الحكومة المكلف عاد إلى لبنان، ليواصل حسب المصادر المقربة منه، اتصالاته الهادفة إلى إيجاد مخرج للمأزق الحكومي. وهو سيلتقي لهذه الغاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورؤساء الحكومة السابقين.
إذا لا لقاء مع رئيس الجمهورية حتى الآن على الأقل، ما يعني أن لا جديد على صعيد التأليف. في المقابل يبدو أن الحريري طوى، مرحليا، صفحة الإعتذار عن عدم تشكيل الحكومة. فعلام ما زال يراهن وخصوصا بعدما أضحى وحيدا، وخسر كل أوراقه الرابحة؟، إذ حتى فرنسا التي كانت مصرة عليه فقدت إصرارها، وهي في مرحلة البحث عن البدائل. فهل يثبت الحريري في موقعه كرئيس مكلف ويواصل اتصالاته عل وعسى، أم يهرب من الإستحقاقات المتوجبة عبر تشميع الخيط من جديد، والقيام برحلة ما إلى الخارج؟.
كل هذا يحصل، فيما البلد المنهك صار على آخر رمق، نتيجة أزماته الحياتية المعيشية. فهل هذه هي نهاية الشعب اللبناني، أن يبقى إلى ما شاء الله رهينة حكومة مستقيلة لا تريد أن تتحمل أي مسؤولية، ورئيس حكومة مكلف عالق بين الإعتذار الصعب والتأليف المستحيل؟.
في المواقف لفت اليوم موقف البطريرك الراعي، الذي كرر دعوته الى “الحياد الايجابي الناشط، والى مؤتمر دولي يخرج لبنان من أزمته المصيرية”. الموقف البطريركي ليس جديدا، لكن أهميته أنه يصدر بعد ثلاثة أيام على انتهاء لقاء روما الذي دعا اليه البابا فرنسيس. وهذا يعني ان رأس الكنيسة المارونية تلقى دعما بابويا لمواقفه.
أكثر من ذلك ثمة معلومات تؤكد أن الحبر الأعظم، والذي اعتبر القضية اللبنانية أمانة في عنقه، صار مقتنعا بأن لا خلاص للبنان إلا بالحياد وبمؤتمر دولي. من هنا فان الديبلوماسية الفاتيكانية ستبدأ من يوم غد حراكا منظما لحمل الدول المؤثرة في الواقع اللبناني على السير بهذين الطرحين.
في الأثناء، يتذكر لبنان اليوم جريمة المرفأ. فمنذ أحد عشر شهرا تماما، استكملت المنظومة الحاكمة جرائمها ضد اللبنانيين، فكان انفجار النيترات.الأهالي الذين تذكروا اليوم الجريمة، بدوا مرتاحين لسلسلة الادعاءات التي قام بها القاضي طارق البيطار بحق عدد من السياسيين والعسكريين والأمنيين.
في المقابل، يبدو واضحا أن أهل المنظومة بدأو يحاولون تفخيخ القرارات عبر التمترس وراء الشكليات والحصانات على أنواعها. فيا أهل المنظومة إعلموا جيدا أن الدم الذي أهرق والدمار الذي عم في الرابع من آب أسقطا كل الحصانات. فاخجلوا واصمتوا واذهبوا صاغرين الى التحقيق ثم الى المحاكمة، وأعلموا انكم، وإن تمكنتم من قتل الكثير من الناس والأحلام والطموحات، لكنكم ستظلون عاجزين عن قتل الحقيقة!.