IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الثلثاء في 2021/07/06

العفن الذي يغلف عقول أركان المنظومة الحاكمة والذي تكلم عنه القائم بالأعمال البريطاني Martin Longden أمس، لاقته السفيرة الفرنسية آن غريو بكلام أعنف وأقسى اليوم. فأمام طيش حسان دياب الذي اتهم العالم عبر سلكه الدبلوماسي بحصار لبنان وتجويعه، إنتفضت غريو وقالت له “إن العالم لا يحاصر لبنان بل هب لمساعدته ومساندته بسخاء وما زال، فيما أنتم بعنادكم وجشعكم وأنانياتكم الصغيرة وامتناعكم عن تشكيل حكومة، تحاصرون وطنكم وتجوعون”.

طبيعي أن دياب المستقيل لن يستقيل، وأكيد أنه لن ينتحر، علما بأن الإنتحار أمام هكذا إهانة مستحقة هو المسحوق الوحيد لغسل العار.

وللغرابة غير المستغربة كان كلام دياب دبلجة فاشلة لخطاب السيد حسن نصرالله الذي اتهم أمس الولايات المتحدة وسفارتها بحصار اللبنانيين وتجويعهم.

في السياق، المأمول ألا تستقبل المنظومة وزير خارجية قطر بهذا المنطق المريض، فإن هي تناست أن قطر تعرف لبنان جيدا في الـ 2006 يوم شكرت ولعنت، وفي الدوحة يوم احتضنت وطعنت، فإن قطر لم تنس، وعلى المنظومة استطرادا أن تعي بأن زيارة وزير خارجيتها اليوم ليست معزولة، بل هي الرداء العربي الذي يعود خجولا مترددا لتغطية وكر الدبابير اللبناني، وهي نتاج اللقاء الثلاثي الأميركي-الفرنسي-السعودي وخلفه رغبة الفاتيكان. والوزير القطري جاء باسم هذه الدول لاستطلاع نسبة تجاوب المنظومة مع تشكيل حكومة، والجواب الذي ينتظره هو تشكيل الحكومة وليس الكلام المعسول الكاذب والمعهود.

في الإنتظار، المعنيون الأساسيون بإعداد الجواب، يلف الضباب مواقفهم: يزور الحريري بعبدا حاملا تشكيلة حكومية أم لا يزورها، يعتذر أم يبقى محتفظا بتكليفه. في المقلب الحياتي، المعلومات تتراوح بين اختناق مستمر في قطاعات المحروقات والكهرباء، والدواء والإستشفاء والغذاء، وبين فرج موقت وغير محسوم لا يمكن أن يستمر أكثر من خمسة وعشرين يوما، هذا إذا اتخذت القرارات المناسبة اليوم، وما يصلح اليوم يفقد قيمته غدا. في الإنتظار الشعب المنتظم في الصفوف يتقاتل من أجل الحصول على الموقع الأقرب من خرطوم محطة ينضح بالفرج.