ما سر عودة الاهتمام العربي والدولي في الشأن اللبناني؟ والى اين يمكن ان يؤدي هذا الاهتمام القديم – الجديد؟ غدا تتوجه سفيرتا فرنسا والولايات المتحدة الاميركية الى السعودية، للقاء عدد من المسؤولين السعوديين.
ديبلوماسيا الزيارة فريدة من نوعها، وغير مسبوقة.اذ للمرة الاولى، يزور سفيرا دولتين كبيرتين معنيتين بالشأن اللبناني، دولة اقليمية كبرى منكفئة حاليا عن الشأن اللبناني، ولو انها، تاريخيا، من اكبر المعنيين به.
اللافت ان الزيارة تأتي بعد اقل من اسبوع على لقاء جمع وزراء خارجية الدول الثلاث في ايطاليا، وكان مخصصا للشأن اللبناني. كما وتأتي بعد لقاء في الحازمية جمع سفيرة اميركا بسفير المملكة.
كلها وقائع ومؤشرات تدل على امرين: الاول مؤكد، وهو ان اميركا عادت الى اهتمامها السابق بلبنان بعدما اهملت الملف فترة بعد انتخاب بايدن. الامر الثاني محتمل وهو ان ثمة مسعى دوليا جديا إلى حمل السعودية على اعادة النظر في قرار الانكفاء. والامران المؤكد والمحتمل، يعيدان خلط الكثير من الاوراق، ويرسمان مسارا مختلفا للتطورات اللبنانية.
فمن روما الى باريس الى واشنطن الى جدة… لبنان يعود الى خريطة الاهتمام العربي والدولي، فهل نبدأ قريبا مرحلة الصعود من جهنم؟ حكوميا، لا تطورات تذكر، لكن اعتذار الحريري يتأكد يوما بعد يوم، بل أن البحث انتقل الى مرحلة ما بعد الاعتذار، والى هوية البديل المحتمل. ووفق المعلومات المتداولة فان الحريري اتخذ قرارالاعتذار مبدئيا، وابلغه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري في اللقاء السري الذي جمعهما الاثنين. لكن بري استمهله اعلان ذلك بقصد ترتيب مرحلة ما بعد الاعتذار بهدوء وروية.
فهل يغير لقاء السعودية غدا، المسار الحكومي، وخصوصا ان بياني السفارتين الاميركية والفرنسية اشارا الى ان البحث سيتطرق الى ضرورة تشكيل الحكومة؟ فماذا تعني هذه العبارة تحديدا؟ هل تعني الضغط لتشكيل حكومة برئاسة الحريري، ام تعني التسليم باعتذار الحريري والتوافق على شخصية سنية تحل مكانه وتتمكن من التأليف؟ في الاثناء، الاسماء السنية المتداولة بدأت تظهر، وبعضها ينشط على خط باريس – واشنطن. فهل للامر علاقة بالحراك الفرنسي- الاميركي المتجدد في اتجاه السعودية؟