IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “MTV” المسائية ليوم الخميس في 08/07/2021

كان يوم لبنان في السعودية ويوم السعودية في لبنان، العنوان براق زاخر بالأمل بعدما زرعت في رؤوس بعضنا فكرة أن لبنان سقط من اهتمامات السعودية، والسعودية اغتيل دورها في لبنان الى غير رجعة. أكثر من ذلك، لقد بلغ ورم الثقة في رؤوس البعض حد التصرف وكأن الجريمة الكاملة حصلت، وتم محو لبنان الذي نعرفه عن رادارات العالم وسيق الى متاهات الشرق.

لكن الدينامية التي ولدها البابا فرنسيس في يوم الصلاة وما سبقه وما تلاه من دبلوماسية نشطة في الكواليس والعواصم، نجحت في تحريك مدمج لفرنسا والولايات المتحدة لنصرة لبنان ولو رغما عن منظومته الخاطفة، وهذا تجلى في الكلام المباشر والقاسي الذي سمعه رئيس حكومة تصريفالاعمال في لبنان حسان دياب من السفيرتين الفرنسية والأميركية وباقي السفراء الحاضرين في ذلك اليوم المهين في السراي، والذي انتهى بسفرهما الى السعودية طلبا للدعم والرعاية.

والتوجه الى السعودية لم يأت من عبث فقبل المساعدات العينية والمادية المطلوب من الرياض أمران: وقف انزلاق لبنان الى خارج الحضن العربي واعادة التوازن السياسي بين مكوناته الرئيسية، والذي اختل بفعل سطوة السلاح والانقلاب المتمادي على الطائف كميثاق عيش واحد وكدستور، والأهم، كإعلان كوني لإنهاء الحرب وتثبيت نهائية لبنان كوطن متنوع عالمي النموذج والرسالة، ينتمي بفخر الى الأسرتين العربية والدولية.

كل ما تقدم لقي تفسيره الواضح والصريح في الاحتفال بمئوية العلاقات بين بكركي والمملكة السعودية حيث شدد السفير بخاري على القيم المؤسسة للبنان الكبير في مئويته، والتي تشكل سبب استمراره لمئات مقبلة.

وقد رفض بخاري عبث البعض بانتماء لبنان العربي وميثاقه ، فاستعار من الدستور ابلغ مواده: لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، ومن الإمام محمد مهدي شمس الدين رفضه مفهوم الأقليات الدينية في لبنان والعالم العربي، ليخلص بخاري من هذا الى حتمية إعدام هرطقة ما يعرف بتحالف الأقليات.

في المقابل سمع بخاري من البطريرك الراعي، المؤتمن على ارث الآباء المؤسسين، ما يفترض أن يسمعه من المنظومة من تعلق بلبنان السيد الحر المنفتح المتنوع، وهي تمتنع عن ذلك مسايرة لأجندات خبيثة ومصالح خاصة. الاستنهاض الداخلي الاقليمي والدولي أثار غضب حزب الله، فتعامل معه بعدائية لافتة، لما تعد به من استرجاع للسيادة وعودة للبنان الى الحضن العربي.

توازيا، توجه السفيرتين الى السعودية لم يحرك الجمود الحكومي لكنه جمد في المقابل كل الاحتمالات المتعلقة بالتشكيل والتي كانت في التداول، ودفع منطقيا الرئيس المكلف الى انتظار نتائج الرحلة الى السعودية ليبني على الشيء مقتضاه.

أمر واحد لم يتأثر ولم يتفرمل: الانهيار المتسارع للأوضاع الصحية والمالية والاقتصادية والاجتماعية، بعد أن جفت الخزانات وفرغت الخزائن والمستودعات على أنواعها من كل شيء.