بعد اطلالة نتنياهو الممنونة من على منبر الامم المتحدة وفي يده خريطة المواقع التي يخزن فيها حزب الله صواريخه المفترضة مذكرا بإطلالات مماثلة لكولن باول وجورج بوش قبل اجتياح العراق عندما استخدموا نفس السيناريوهات ونفس المنبر. بعد هذه الاطلالة وجدت الدولة اللبنانية ممثلة بوزارة الخارجية نفسها أمام جدلية محرجة، إما ان نقوم بجولة في الاماكن المزعومة لاظهار كذب ادعاءات اسرائيل فنكون نلعب لعبتها، وإما نمتنع فتزداد حجج اسرائيل صلابة أمام الرأي العام العالمي، فجال وزير الخارجية مع السفراء الاجانب، الجولة اثبتت كذب اسرائيل، لكنها حاذرت ضرب صدقية الحزب الذي يؤكد حيازته مئات الاف الصواريخ. في المحصلة وكأن باسيل قال لاسرائيل بالاصالة عن نفسها وبالوكالة عن حزب الله مت بغيظك يا نتنياهو لن نكشف لك مواقع المخازن.
في الشأن الحكومي المساعي الى التأليف لا تزال على مراوحتها، وما يحكى عن بوادر حلحلة لا يعدو كونه محاولات لترطيب الاجواء ليس من مصلحة أحد ان ينفيها.
أمام هذه الارتجاجات الوطنية والانقسامات، جمع انتخاب مايا رعيدي ملكة لجمال لبنان على شاشة الـ mtv اللبنانيين على اختلافهم وخلافاتهم فرفعوا الحدث الى أبعد من كونه تظاهرة فنية وثقافية، لقد أسقطوا منه على واقعهم المشتت مناشدين من في أيديهم مصير لبنان أن يجتمعوا على الخير ولسان حالهم الاتي، اذا كان في قدرة مؤسسة تلفزيونية ان تعطي هذه الصورة الناصعة عما يختزنه لبنان من طاقات جمالية وفنية وتقنية واشعاع انساني وحضاري، فكيف بثلاثية الدولة والحكومة والشعب إن اجتمعت على خير الوطن؟