بالفعل، لا يكتمل المشهد الجهنمي إذا لم تسقط على رؤوسنا صواريخ تدمر منازلنا وتضيء بعض ليلنا مجانا من دون دفع بدل إشتراك. نعم لم يكن ينقص اللبنانيين الذين هربوا إلى هدأة قراهم بحثا عن بعض أمان سوى أن تعربد إسرائيل، وترد عليها سوريا في سماء لحفد الجبيلية والمجدل الكورانية، وغدا من يدري أي قرية أو مدينة ستستهدف على هذا المسطح الذي كان اسمه وطنا، وخسر هذا المسمى بعدما لزمت المنظومة سيادته B.O.T بمناقصة مهينة ذهبت عائداتها إلى خزائن طهران ووكيلها المحلي يصرفانها ويجيرانها كما يشاءان على طاولة فيينا ويهددان بها إسرائيل ويغازلانها كيف ما دعت الحاجة.
نعم، لا يمكن ترك السماء من دون “أكشن” فيما الأرض تموج على الكوارث السياسية والإجتماعية والإقتصادية والمالية والأمنية، وتتقاذفها الأهواء الفردية والأمزجة المريضة لأهل المنظومة الذين يتسلون بعرائض رد الإعتبار غير آبهين بأعراض التحلل المتسارع لكل مقومات الدولة وقد تجاوزت مؤشراتها الحيوية كل الخطوط الحمر. لا كهرباء، لا فيول، لا مازوت لا مولدات، لا بنزين، والمستشفيات إلى الإقفال وكذلك السوبرماركت والأفران، أما الموعد التقريبي لحلول الخسوف الكامل والشامل فمتوقع الإثنين المقبل. كل هذا الصراخ والأنين وأجراس الإنذار، وشباب المنظومة يتقاتلون ويتناكدون على غبار الدولة بعدما أجهزوا على فتاتها.
وإذ يجمع الكون على أن مفتاح الحل هو حكومة، تفيد كل المعلومات بأننا لا زلنا ندور في المربع الأول. فالحديث عن إمكانية تكليف الرئيس نجيب ميقاتي مهام التشكيل لم يقترن حتى الساعة بأي مؤشر إيجابي. فللرجل شروط حريرية تبدأ بحرصه الشخصي الكراماتي على النجاح في المهمة، وعلى كتفه مسؤولية حفظ الدور الدستوري والميثاقي للطائفة السنية. وهو يريد ضمانات أكيدة بأن العهد يريده ولا ينوي استدراجه الى مطهر التكليف ويحرمه فرصة التأليف. في المقابل، لم تظهر أي إشارات تشي بتبدل في شروط عون وباسيل لإتاحة التأليف. إ
ضافة الى ذلك، لم يظهر في الأجواء ما يؤكد وجود ضامن يأخذ على عاتقه إقناعهما ببعض الليونة وبعدم تراجعهما عما يعدان به. توازيا، موعد الرابع من آب يقترب، وسط إصرار ظاهر من نواب العريضة على عرقلة عمل القضاء، وقد انتقلوا بوقاحة قل نظيرها، من الدفاع العبثي عن عرقلة التحقيق العدلي الى مطالبة القضاء نفسه بملاحقة الاعلام وكل من اتهمهم بالتقصير ووصف عريضتهم المخزية بأنها عريضة العار وقد خدش حياؤهم، معتقدين بأنهم قادرون على الانتقال من تهريب العدالة الى ترهيب المطالبين بإحقاقها، وقد سها عن بالهم بأن هؤلاء يشكلون مجموع الشعب اللبناني، وكل أمم الأرض التي ضاقت ذرعا بإجرامهم وباستخفافهم بكل القيم.