IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 25/07/2021

مبدئيا، غدا يكلف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، لكن التكليف لا يعني أبدا التأليف. فالظروف الموضوعية التي أحاطت بتكليف سعد الحريري تبدو هي نفسها التي تحيط بتكليف نجيب ميقاتي.

سعد الحريري سمى ميقاتي، وأمل والإشتراكي والمردة ومعظم القوى السياسية مشت بالتسمية، ما يشكل استكمالا بشكل أو بآخر لمسار سعد الحريري. في المقابل “القوات اللبنانية” لن تسمي أحدا، فيما “التيار الوطني الحر” ليس راضيا عن تزكية ميقاتي لأنه يعتبره الوجه الآخر لسعد الحريري، ولأنه يرى أن ما لم يقبل به الحريري لن يقبل به ميقاتي لألف سبب وسبب.

أبرز هذه الأسباب أن نادي رؤساء الحكومات السابقين الذي يشكل الغطاء المعنوي للمعركة ضد ميشال عون، وضع في بيانه اليوم دفتر شروط ميقاتي، ما أوحى أنه لم يزك ترشيح الأخير إلا بعدما حصل منه على ضمانات. ثم أن ميقاتي شخصيا لن يفرط بما تشبث به الحريري، فالإنتخابات على الأبواب، والتنازلات ممنوعة في ظل استنهاض طائفي ومذهبي ضروري لكسب حواصل وأصوات تفضيلية، وبالتالي لربح معركة 2022.

مقابل المواقف الواضحة، موقفان ملتبسان. الأول ل “لتيار الوطني الحر”، إذ لم يحدد حتى الان من سيسمي، علما أن الترجيحات تشير الى اسم نواف سلام. والواضح من خلال الصمت شبه التام او الكلام القليل الذي يصدر عن أركانه أنه غير راض، ويعتبر أن الحريري وبري يستكملان معركتهما ضد العهد من خلال ميقاتي، بعدما استنفد الحريري، كرئيس مكلف كل أوراقه.

موقف آخر ملتبس هو موقف “حزب الله”. فماذا سيفعل غدا؟، هل يصوت مع نجيب ميقاتي ردا على تصويت التيار لسلام، أم يظل على موقفه التقليدي بعدم التسمية؟، الإجابتان عن الموقفين الملتبسين لن تتحددا نهائيا قبل صباح الغد.

في الانتظار المؤشرات الحكومية غير مشجعة، ولا شيء يوحي أن التأليف الذي كان مستحيلا مع الحريري سيصبح ممكنا مع ميقاتي. مؤشر واحد إيجابي في الصورة كلها، وهو أن ميقاتي لن يجرجر الوضع تسعة أشهر، وهو كان واضحا عندما قال أمس أمام أصدقاء له إنه “ان لم يستطع تأليف الحكومة من الان الى الرابع من آب”، فانه “سيعتذر”.

عربيا ودوليا فلا شيء تغير. موقف السعودية من ميقاتي كموقفها من الحريري، وأميركا غير مهتمة، فيما فرنسا غير قادرة على تحويل أقوالها الى أفعال. فهل يكون مصير ميقاتي بعد التكليف كمصير مصطفى أديب والحريري، أم أن عملية التكليف الثالثة ستكون ثابتة هذه المرة؟.