Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 2021/07/26

الثالثة في تاريخه السياسي، وباثنين وسبعين صوتا اصبح نجيب ميقاتي رئيسا مكلفا للحكومة.

الاصوات التي حازها اليوم هي الاعلى. في العام 2005 لم ينل اكثر من 57 صوتا، فيما نال 68 صوتا في العام 2011.

لكن الارقام لا تعني شيئا في التكليف، لأن العبرة تبقى في التأليف، على حد قول الرئيس نبيه بري. فعدد الاصوات لا يؤثر ولا قيمة عملية له في حال ظلت الشروط والعقبات على حالها.

والواضح من تتبع الوقائع ان محاولة ميقاتي تشكيل الحكومة لن تكون رحلة سهلة.

محليا ما اعلنه نادي رؤساء الحكومة السابقين امس يدل على ان شروط التأليف لا تزال اياها، وهي الشروط التي وضعها سعد الحريري امام فريق العهد، وادت بالنتيجة الى اتخاذه القرار الصعب المتمثل بالاعتذار.

طبعا شخصية ميقاتي تختلف عن شخصية الحريري، و يتمتع بمرونة سياسية وشخصية ويتقن تدوير الزوايا. لذلك كان العشاء الذي جمعه بجبران باسيل ليل السبت، في حين ظل الحريري يرفض الاجتماع بباسيل طوال تسعة اشهر.

ولذلك ايضا، عقد ميقاتي اجتماعا مع مستشار الرئيس عون الوزير السابق سليم جريصاتي. اذا، نحن امام شخصية مختلفة، وامام تعاط مختلف مع الواقع.

لكن في السياسة المرونة لا تكفي، وخصوصا في زمن التحديات والعقد الكبيرة. فهل ميقاتي قادر على ان يقدم للعهد ولباسيل ما لم يستطع ان يقدمه سعد الحريري لهما؟ وهل العهد وباسيل مستعدان ان يسهلا مهمة ميقاتي الى حد التخلي عن بعض مطالبهما؟ انهما السؤالان المحوريان، والجواب عنهما يحدد ما اذا كان هناك حكومة ام لا في الايام المقبلة

في المبدأ، العقدتان اللتان ادتا الى اعتذار الحريري قائمتان. فعلى الثلث المعطل ووزارة الداخلية سيتمحور الجدال في الايام المقبلة .

هذا في الداخل, اقليميا، لا شيء يدل على ان الجو تغير. فالجو السعودي ما زال رافضا المسار الذي يأخذه مسار التكليف والتأليف، واكبر دليل تغريدة السفير السعودي اليوم التي عاد بها الى انشتاين والخوارزمي وخلاصتها ان قوة الانسان سبقت يقظة ضميره، وان نمو عضلاته جاء قبل نمو تفكيره. وقد اعتبرها بعضهم رسالة موجهة الى ميقاتي بطريقة غير مباشرة.

اما الرسالة المباشرة فجاءت باستقبال السفير السعودي الوزير السابق محمد الصفدي، علما ان معلومات ذكرت ان ميقاتي طلب موعدا من السفير لم يحدد له حتى الان.

دوليا، فرنسا تؤيد طبعا ميقاتي، لكن تغريدة السفارة الاميركية على حسابها على تويتر تثبت ان الولايات المتحدة غير معنية بتاتا بما يحصل، اذ اكدت التغريدة ان اميركا تقف الى جانب الجيش اللبناني تماما كما تواصل الوقوف الى جانب الشعب اللبناني.

الا تعني هذه التغريدة وفي هذا اليوم بالذات ان الولايات المتحدة لا تراهن بتاتا على الطبقة السياسية بل على الجيش والشعب؟ مع ذلك كله، اكد ميقاتي بعد تكليفه انه يملك الضمانات الخارجية المطلوبة. فهل ما قاله ميقاتي يعبر عن الواقع، ام يندرج في اطار بث اجواء ايجابية لاعطاء دفع لعملية التأليف ؟

في الخلاصة : التكليف صار في اليد ، اما التأليف فبعيد الا اذا حصلت معجزة . فهل ما زلنا في زمن المعجزات؟