IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 29/07/2021

إذا كان صورة انفجار المرفأ اصفرت وبهتت في الأذهان، كنموذج صارخ مأسوي يختصر الواقع اللبناني، جاءت الحرائق الكارثية التي تلتهم قسما كبيرا من أحراج منطقتي عكار والبقاع ، لتحييه من خلال توشيحه بالرمادي والأسود.

المحبط القاتل ايها اللبنانيون، أن الانفجارات والحرائق تحصل في أعظم الدول وفي أكثرها تواضعا، نتيجة أعطال أو كوارث طبيعية أو إهمال، لكن هذه الدول تمتص أزماتها، تحاكم المرتكبين والمقصرين أمام أقواس العدالة وفي صناديق الاقتراع، فتقصيهم عن تعاطي الشأن العام, والأهم أنها تتعظ من كوارثها وتتحوط لعدم تكرارها.

أما في لبنان فالأكثرية الساحقة مما يصيبنا من كوارث طبيعية وانسانية واقتصادية ومالية وحروب، هي من صنع أيدي المنظومة أبا عن جد، هي تخرب هي تسرق هي تتقاتل هي تتهادن هي تقتل وهي تحاكم و تحاسب.

هكذا خسرنا سمعتنا وعدالتنا وسلامنا ونظامنا التربوي وريادتنا المالية والاقتصادية والطبية، هكذا خسرنا مياهنا و بساطنا الأخضر، هكذا خسرنا لبنان.

نورد هذا الكلام، لأن أضعف الإيمان، و لبنان اشرف على نهايته كدولة، أن يعمل المعنيون ليل نهار لتشكيل الحكومة, فهل هذا ما يحصل ؟ وهل سيتمكن الرئيس ميقاتي من تجاوز هوامشه السنية المعروفة لإرضاء عون ؟ هل سيخفف الرئيس عون وجبران باسيل شروطهما و يخفضان سقوفهما العالية التي كأنهما بنياها كي لا يتخطاها أحد ؟

ما رشح من زيارة الرئيس المكلف الثالثة بعبدا، يساوي بين التفاؤل والتشاؤم، وإن اقترن ببعض المؤشرات التلطيفية من جهة بعبدا، بأن عون قد يرضى جزئيا بإعطاء ميقاتي ما حجبه عن سعد، بفعل فقدان الثقة.

لكن حتى الساعة لا ترجمة عملية لهذا، ولا يكفي الكلام عن أن الجلسات ستتكرر وتطول بين الرجلين للقول بأنها ستفضي الى ولادة حكومة في المدى المنظور.

والمدى المنظور في مقاييس اللبنانيين وحسابات ميقاتي، وتبعا للسرعة التي تشتعل فيها نار الأزمات، يجب ألا يتعدى الثالث من آب.

في المحصلة، يا أهل المنظومة، الشعب ليس مقتنعا بأنكم تريدون تشكيل حكومة، لأنكم لو اردتم لشكلتموها في ساعات، وهل من حافز للتعجيل أكبر من موت الشعب وانهيار الدولة؟
في اي حال الرئيس ميقاتي قد يضيء على الكثير من المعطيات المتعلقة بالتأليف في اطلالته الليلة في برنامج صار الوقت فترقبوه.