Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأربعاء في 4 آب 2021

4 آب 2021… وبعد سنة كاملة على التفجير المجرم جاء يوم الحساب للمنظومة الحاكمة الفاسدة. وفي يوم الحساب اكثر من صفعة موجعة تلقتها هذه المنظومة. الصفعات لم تقتصر على الصعيد المحلي بل امتدت من بيروت الى باريس والفاتيكان، وصولا الى كل انحاء العالم. في بيروت الحشد الشعبي كان معبرا. فمن شارك في الذكرى شارك لسببين. الاول: احياء لذكرى الضحايا، والسبب الثاني يتعلق بالاصرار على معرفة الحقيقة وكشف المجريمين الحقيقيين، وهم للمناسبة جميعا من كبار المسؤولين السياسيين والامنيين. هكذا تحول الحشد الكبير في المرفأ ومحيطه ادانة واضحة وصريحة لمنظومة فساد متكاملة فعلت كل شيء وضحت بكل شيء لتبقى على كراسيها ولتكمل نهب ما تبقى من الوطن. وجاءت كلمة البطريرك الراعي لتعيد تثبيت الثوابت ولتعيد تأكيد المؤكد. الراعي انتقد الطبقة السياسية بقسوة كما لم ينتقدها من قبل، واتهمها صراحة بالتهرب من التحقيق، معتبرا ان المسؤول المؤمن ببراءته لا يتحصن وراء حصانات وعرائض. فهل الروح القدس الذي حضر في قداس المرفأ يمكن ان يغير شيئا في الارواح النجسة للمسؤولين عندنا؟

المشهد من باريس لم يكن اقل قوة. الرئيس الفرنسي اطلق، وعلى مرأى ومسمع الرئيس اللبناني، مضبطة اتهام بحق الطبقة السياسية التي اتهمها بالفساد وبعرقلة تشكيل الحكومة. ولم يتردد ماكرون في التوجه الى عون شخصيا، مطالبا اياه بتشكيل حكومة وايجاد التسوية اللازمة وتطبيق الورقة التي تم التوصل اليها قبل عام من الان. كما لم يتردد في التلويح بعصا العقوبات. لكن على من تقرأ مزاميرك يا ماكرون؟

فالحكام عندنا من اعلى الهرم الى اسفله لا هم لهم الا مناكفاتهم وصراعاتهم وحصصهم وحقائبهم، وهم رغم كل ما حصل قبل سنة ما زالوا اعجز من ان يشكلوا حكومة قد تعيد لبنان الى السكة الصحيحة سياسيا وماليا واقتصاديا.

توازيا، ناشد البابا فرنسيس من روما المجتمع الدولي ان يساعد لبنان ليس بالكلمات فحسب بل بتصرفات ملموسة ، في حين طالب الاتحاد الاروبي بتحقيق قضائي فعال ومستقل وشفاف في بلد معروف بثقافة الافلات من العقاب. فهل للاتحاد الاوربي حل عملي لهذه الطبقة السياسية التي تحارب القضاء والمحقق العدلي؟ وهل للعالم كله وسيلة فعالة لكي يمنع نواب العار من مواصلة رفضهم التخلي عن حصانات زملاء لهم قصروا وارتكبوا ما ارتكبوه عندما كانوا وزراء؟ ان الحل الوحيد هو في “قبع” نواب العار من كراسيهم، لأن “قبع” العار من رؤوسهم امر مستحيل. فهل اقترب يوم الحساب الاخير؟