Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “MTV” المسائية ليوم الخميس في 05/08/2021

تسلح الرئيس ميقاتي بصرخات الرابع من آب المطالبة بالعدالة للضحايا، وبالتظاهرات الشعبية المطالبة بالعيش الكريم التي ترافقت مع المناسبة، ولم يكتف بهاتين الورقتين البلديتين بل ذخر منطقه بالدعوات التي صدرت من مؤتمر باريس الدولي لدعم لبنان، وصعد الى بعبدا في حجه الخامس، وهو يقول في نفسه، مش معقول يا نجيب، أمام هذا النحيب المحلي والتقريع الدولي ألا يقتنع الرئيس عون ويسارع الى تشكيل حكومة المهمة.

لكن خاب ظنك يا نجيب، فسيد بعبدا لا يحركه هذا النوع من الرسائل بأي لغة صيغ فيها أو كتب.المحصلة، لا حكومة وهذا منتظر ومتوقع، لكن ما هو غير منتظر، أن يبتلع ميقاتي غضب زيارته الرابعة متأثرا بالرسائل المحلية والدولية، ويتحول من مهدد بأن “مهلة التكليف غير مفتوحة واللي ما بدو يفهم يفهم”، الى واعظ ناصح بفوائد طول البال وبأن لا مكان في قاموسه للإعتذار، وبضرورة عدم احتراف التشاؤم. كل هذا يعني بأن الرئيس عون على موقفه لا يتزحزح، وميقاتي سيواصل فالس الصعود الى بعبدا والنزول منها خائبا ومبررا. لكن المهم ألا ينسى، كما نسي الرئيس عون، أن البلد خربان والشعب جوعان والغاية الأساسية من التكليف هي تشكيل حكومة.

بيعي أن منظومة لا يحركها إلا جشعها وتعلقها بالسلطة حد التسلط، ألا تسمع أنين الأرامل والثكالى، والأخوة والأخوات، والأزواج والأبناء والبنات، وكلام البطريرك والمطارنة في الإحتفالية الحزينة الغاضبة التي التأمت أمس في الذكرى الأولى لبركان الرابع من آب. وطبيعي ألا يخدش كرامتها تقريع رؤساء الدول العظمى الذين جمعتهم باريس للمرة الثالثة لمساعدة الشعب اللبناني على مواجهة الكوارث التي جلبتها المنظومة على شعبها ودولتها، وهي مستعدة لجلب المزيد.

وسط هذا الإنسداد الأخلاقي-السياسي المانع للحلول، كان لافتا التحريك المفاجىء لجبهة الجنوب، صواريخ مجهولة على إسرائيل من لبنان، إستدرجت غارات جوية ليلية كسرت التقليد الإسرائيلي المقتصر على الرد المدفعي الشكلي والمحدود المعتمد منذ حرب تموز 2006. وما يزيد الأمور ضبابية وتعقيدا أن هذه المناوشات تزامنت مع تهديدات إسرائيلية بضرب إيران ومع تسلم إبراهيم رئيسي المتشدد زمام السلطة الفعلية، فيما زمام الدولة اللبنانية يتفكك، والسيادة تتهاوى، وقد بدا مضحكا بعض الشيء أن يدرس لبنان رفع شكوى إلى الأمم المتحدة ، فيما انفجار المرفأ وتدمير الإقتصاد على يد المنظومة لا يزال بلا محاسبة ولا محاكمة ولا من يحاكمون.