Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 9 آب 2021

أسبوعان كاملان مرا على تكليف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، والحكومة لم تر النور بعد. في المبدأ، ميقاتي لا يزال يتحرك ضمن الوقت المتاح والمقبول، لكن المشكلة أنه جاء بعد تسعة اشهر من المماطلة والتسويف مع تكليف سعد الحريري، كما أن الوضع الاقتصادي- الاجتماعي ضاغط جدا، ولم يعد يحتمل المراوحة وأنصاف الحلول.

يكفي أن نعرف أن طوابير الذل أمام محطات الوقود عادت لتتصدر المشهد من جديد، وأن التزاحم على البنزين إتخذ منحى دمويا وتسبب بمقتل ثلاثة مواطنين في الشمال. هكذا فإن المادة الملتهبة تتحول تدريجيا مادة قاتلة، فيما التشكيل الحكومي لا يزال في المربع الأول.

واللافت أن الحركة السريعة لميقاتي في الأيام الأولى بعد التكليف تباطأت، بعدما اصطدم الأخير بالمطالب المستحقة والمتوارثة من زمن الحريري. فالحقائب السيادية لا تزال موضع تنازع بين القوى السياسية، ولا شيء يوحي أن الحسم قريب. علما أن الأنظار شاخصة إلى الاجتماع السابع بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف غدا لمعرفة اتجاهات الريح الحكومية. فهل تأخذ الأمور منحى إيجابيا حقيقيا وعمليا، أم أن العقد ستبقى على حالها ما يعزز احتمالات الاعتذار من الآن إلى آخر الشهر على الأكثر؟

توازيا، الحملة الاعلامية على البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مستمرة من اتباع “حزب الله” ومناصريه وجيشه الالكتروني والدائرين في فلكه. وهي حملة اتخذت طابعا تخطى كل الخطوط الحمر وكل الاعراف، وحتى كل المبادئ الاخلاقية. علما ان البطريرك في عظته امس اعلن موقفا وطنيا يتفق عليه معظم اللبنانيين ويرتكز على لاءين واضحتين: لا سلاح فوق سلاح الشرعية اللبنانية، ولا احقية لاي جهة باتخاذ قرار السلم والحرب نيابة عن جميع اللبنانيين.

انه موقف بديهي من بطريرك مؤتمن على دولة لبنان الكبير التي ارسى اسسها البطريرك الياس الحويك، ومؤتمن على الاستقلال الثاني الذي رعى بذوره البطريرك نصر الله صفير. ان الراعي طرح مبادئ، فلماذا لا تناقش في جو ديقراطي بعيدا من عبارات التخوين والاتهامات بتنفيذ اجندة صهيونية؟ ان ما يحصل غير طبيعي وغير اخلاقي، وعلى “حزب الله” ان يدرك ان من لا تخيفه بندقية او راجمة صواريخ لن تخيفه حملات مفبركة، لا قيمة عملية سوى انها تدل على مستوى معديها ومفبركيها.

كما على “حزب الله” ان يدرك ان لبنان 2021 هو غير لبنان 2000. ففي الماضي كان الاجماع يحمي ظهر المقاومة، اما اليوم فان “حزب الله” يكسر ظهر اللبنانيين بممارساته واستفراده بالقرار. ومن لا يصدق فقدان الاجماع، فليتذكر واقعة شويا، فهي خير دليل!