IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 2021/08/13

هنيئا لنا ولكم! ففي القرن الحادي والعشرين صرنا نعيش في جمهورية الطوابير. امام محطات الوقود طوابير سيارة متداخلة ببعضها بعضا، تتسابق وتتزاحم وذلك انتظارا لنقطة بنزين او “لحسة” مازوت.

وفي الافران طوابير راجلة تنتظر بالصف دورها لتنتش لقمة العيش. وبين الطوابير السيارة والمؤللة, الطرقات تحولت مرأبا كبيرا، والناس فقدوا اعصابهم نتيجة الحر وزحمة السير ونتيجة زحمة الهموم فوق رؤوسهم. المسؤولون فقط لا يشعرون بشيء من هذا.

انهم في قصورهم ومقراتهم مرتاحون، “مبوردون”، بل “متمسحون”، اذ انهم لا يشعرون لا بحرارة آب اللهاب، ولا بلهيب الاسعار، ولا بحرقة عدم الحصول على رغيف او دواء! ان ما نتعرض له عملية اذلال كاملة وممنهجة، المقصود منها امران: اولا، تدجيننا وجعلنا نرضى بما اعد لنا، وثانيا، تيئيسنا مقدمة لحزم حقائبنا وتهجيرنا الى غير رجعة.

والواضح ان المسؤولين من اكبرهم الى اصغرهم مشاركون في هذا المؤامرة. والمسؤولية الكبرى تقع على المسؤول الاكبر اي على رئيس الجمهورية. اذ كيف يرضى “بي الكل” ان يصبح شعبه يتيما مقهورا، وكيف يقبل ان يتحول الشعب اللبناني في عهده من شعب لبنان العظيم، كما كان يناديه، الى شعب الذل والبهدلة والطوابير والتعتير؟

ولا تكتمل الصورة البائسة الا بالعتمة. بلد الاشعاع والنور يغرق في الظلمة الشاملة شيئا فشيئا. الكذبة الباسيلية عن ال ” أون اوف” سقطت نهائيا، وصرنا في عصر ال “أوف” بالكامل . فبعد عتمة شركة الكهرباء، عتمة المولدات انتشرت في كل مكان.

شوارع واحياء باكملها لم يعد فيها بصيص ضوء، كما لم يعد لسكانها بصيص امل! المراكز التجارية تقفل ابوابها ، المصانع تتوقف عن العمل، حتى المستشفيات اصبحت مهددة بالعتمة الشاملة ما يهدد حياة اللبنانيين كل يوم . فماذا تريد بعد المنظومة الفاسدة القاتلة ان تفعل بنا؟

رئيس الجمهورية دعا مجلس الوزراء الى عقد جلسة استثنائية للنظر في الاوضاع الاستثنائية التي يمر بها لبنان، فجاء الرد سريعا من المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة الذي اكد ان دياب لن يدعو مجلس الورزاء للانعقاد.

فكيف يسمح دياب لنفسه ان يكون بهذه الدرجة من عدم المسؤولية؟ وهل يحق له ان يعاقب الشعب اللبناني باكمله لانه يعتبر ان القوى السياسية خانته وعاقبته عندما دفعته الى الاستقالة؟ فيا سيد دياب، حيرتنا بأمرك، بل حيرتنا بتخاذلك وتهربك من كل ما يواجهك!

انت، مثلا، ترفض المثول امام المحقق العدلي كمدعى عليه في جريمة تفجير المرفأ، كما ترفض ان تدعو الى جلسة لمجلس الوزراء.

فاذا اصررت على موقفك، يا سيد التخاذل، فان على القضاء ان يدعي عليك، ليس بجريمة قتل 216 ضحية في المرفأ فقط، بل بجريمة قتل شعب باكمله ايضا. فهل تريد يا سيد دياب ان يسجل التاريخ عليك انك اول رئيس للحكومة يدعى عليه مرتين وفي جريمتين؟

على كل حال من رأس الهرم الى ادناه, هؤلاء هم المسؤولون عنا، ” فما تنسو ترجعو تنتخبون هني ذاتن” !!!