IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الثلثاء في 2021/08/17

زيارة حادية عشرة للرئيس ميقاتي إلى بعبدا، والمعركة لا تزال تدور على حقائب الداخلية والعدل والطاقة، و”صرنا في الأمتار الأخيرة” يقولها الرئيس المكلف تخفيفا، فيما الشعب اللبناني صار وطنه حقيبة السفر، ولا تفصله إلا أمتار قليلة عن مغادرة لبنان بعدما غدر به حكامه وجاروا عليه وجوعوه وأذلوه وأقفلوا في وجهه كل منافذ الحياة، حتى في مفهومها الأبسط الأكثر بدائية.

سمعنا اليوم وقرأنا أن الأمم المتحدة تدعو إلى إقامة ممرات إنسانية تسهيلا لخروج الأفغان المناوئين لطالبان، هربا من ظلم سياسي وأمني وحماية لنموذج حياة، بينما اللبنانيون لا يحتاجون ممرات لأنهم ينزحون عبر مطار بيروت بالصمت والدموع هربا من ظلم تحقق، ومن جوع محقق وحماية لنموذج حياة ، لكن أيضا حماية للحق بالغذاء والدواء والخبز والمحروقات، ولم يسقط مهاجر واحد من الطائرات الملأى التي تغص بثروة لبنان البشرية النازحة.

يا أهل المنظومة تستقتلون على الكراسي وتقتتلون للحصول عليها أو للحفاظ عليها، لكن إعلموا وأنتم تعلمون، بأن أرجل كراسيكم الجارحة كالخناجر في صدر شعب يئن، لن تجلب لكم المجد والغار بل العار، لأنكم لم تجلبوا للبنانيين سوى القهر، والدمار للدولة والوطن.

رغم كل هذا، لا يكف اللبنانيون والدول الصديقة عن الظن بطيبة تلامس السذاجة تماما كما غداة انفجار المرفأ، بأن النار الحارقة التي تصاعدت من مجزرة التليل وأجساد الأبرياء، والانهيار الكامل لكل القطاعات الحيوية، والتفلت الأمني المريع الذي بدأ يتمأسس بإعلان جمهورية هنا ومحمية هناك. لا يكف هؤلاء عن الظن بأن هذه المآسي ستدفع المنظومة الى التعجيل في تشكيل حكومة، إن لم يكن إنقاذا للناس فلإنقاذ اركانها ومصالحهم من المحاكم العرفية الشعبية ولعنة التاريخ، لكن لا ، المنظومة تزاول أعمالها كالمعتاد.

رئيس الجمهورية يواصل مراقصة الرئيس المكلف على مثلث حقائب الداخلية والعدل والطاقة، التي عاد عون يطالب بها للتيار بعدما كان تفرغ عنها للمردة . ولا ينسى عون مراوغة الرئيس بري حكوميا من خلال الاعتراض على اسم وزير المالية ، وبرلمانيا من خلال مراسلة المجلس حول ضرورة قوننة صرف الاحتياطي الإلزامي، وقد عين بري جلسة الجمعة لتلاوة الرسالة.
في الخلاصة، أميركا الغريبة تخلت عن افغانستان ، فيما أركان منظومتنا اللبنانيين تخلوا عن شعبهم ، لذلك ومكافأة لهم: “ايها اللبنانيون ما تنسوا ترجعوا تنتخبون هني ذاتن.