نحن في قلب الدوامة الحكومية من جديد .
الاجواء المتفائلة ، سقطت ، والتشكيلة الحكومية التي قيل انها صارت شبه جاهزة ، تبين ان العقد فيها اكثر من الحلول .
اليوم لم ينعقد اجتماع في بعبدا بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ، ما أشر الى ان اي تقدم لم يحرز من الامس .
اذ اتفق الرئيسان على ان يعودا الى الاجتماع اذا طرأ جديد ، او اذا اكتشف اي واحد منهما حلا لعقدة قائمة ، وهذا ما لم يحصل .
غدا لا لقاء في المبدأ ، اذ انه يوم عطلة رسمية لمناسبة ذكرى عاشوراء ، والجمعة سينشغل الوسط السياسي بالجلسة التي يعقدها مجلس النواب للبحث في رسالة رئيس الجمهورية حول رفع الدعم .
وهذا يعني مبدئيا ، ان الاسبوع الحالي ، لن يشهد ولادة الحكومة المنتظرة .
ففي هذه الحالة ماذا سيفعل رئيس الحكومة المكلف ؟ هل يعتذر باعتبار انه وضع مهلة اسبوعين لنفسه ، ثم مدد هذه المهلة اسبوعا اضافيا ؟
المقربون من ميقاتي يجزمون بأن تمديدا جديدا للمهلة الممدة اصلا حصل ، وان رئيس الحكومة المكلف وضع لنفسه مهلة جديدة تنتهي في آخر شهر آب الحالي .
فهل يتمكن ميقاتي من تشكيل حكومته من الان الى نهاية الشهر ، ام ان مصيره في التأليف لن يكون افضل من مصير مصطفى اديب وسعد الحريري؟ والتالي هل يصل ميقاتي الى الخيار المر ، ويرى ان افضل حل هو.. الاعتذار؟
وكما في شؤون السياسة كذلك في الشؤون الحياتية.
مخزون المحروقات في الشركات ينفد ، و بلغ الحد الادنى بحيث لم يعد يكفي الا لاربعة ايام، على حد ما اوضح رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط.
توازيا عقد المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعا خلص فيه الى التمسك التام بقرار رفع الدعم.
وهذا يعني ان المشكلة المستعصية بين السلطة التنفيذية والمصرف المركزي مستمرة ، ما يشي بتفاقم الازمة، وان الويك اند سيكون صعبا على اللبنانيين.
الخبز ليس افضل حالا، اذ ان طوابير الناس الواقفة في الافران، باتت توازي طوابير السيارات امام المحطات، خصوصا ان مهمة الحصول على الخبز باتت شبه مستحيلة.
كل هذا فيما المسؤولون يغطون باهمالهم العميق، والحكومة المستقيلة لا تمارس الا الحد الادنى من مهامها وكأنها تنتقم من الناس الذين لا يثقون بها ولا بأدائها ولا بتخصصية وزرائها ! اما النواب، ممثلو الشعب أساسا، فمعظمهم لم يعد يمثل الشعب، ولا همومه ولا مصالحه.
انه فقط يمثل مصالح زعيمه الذي اتى به نائبا.
فبين رئاسة جمهورية شبه غائبة، ورئاسة مجلس نواب استنسابية، وبين وزراء لا يعملون ، ونواب لا يحاسبون ، الناس ينازعون ، والبلد يحتضر. فيا ايها اللبنانيون: ما تنسو ترجعو تنتخبون هني ذاتن!!