IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 19/08/2021

كلا أيها اللبنانيون، التعقيدات التي نسفت وتنسف وستنسف، وأحرقت وتحرق وستحرق، من كلف في الماضي والمكلف الحالي، وإن تجرأ أحد على قبول التكليف في المستقبل بعد ميقاتي، كل هذه التعقيدات ليست نتيجة خلاف على حقائب الطاقة والعدل والداخلية، بل نتيجة التدخلات الخارجية، ونتيجة رهن البعض مصير لبنان لمبارزات الخارج وبازاراته، بحيث يشكل دوما قصاصا لشعبه ودولته ومكافأة دائمة لشعب آخر، أو دويلة أو دولة أخرى، أم الاثنتين معا.

وليس أسطع دلالة على صحة هذا التشخيص، أكثر من إطلالة السيد حسن نصرالله في العاشر من محرم، متلبسا شخصية رأس الدولة ومرشدها وآمرها وناهيها. إذ أعلن في ذكرى عاشوراء عن انطلاق أول باخرة محروقات إيرانية من أصل عشرات البواخر التي ستدخل مرافىء لبنان تباعا، من دون شورى ولا دستور.

فالقرار الذي سقط على لبنان كالقنبلة العنقودية، استفز معظم اللبنانيين وأربك في العمق عملية تشكيل الحكومة، كما ذكر بخطف الجندي الإسرائيلي في تموز من العام 2006 والذي تسبب بتلك الحرب المدمرة، ونزع صبغة السيادة الباهتة عن الدولة المتداعية، وكشف عريها أمام دول العالم أجمع.

والأخطر في إعلان نصرالله اليوم، أنه وضع رقبة الدولة وشعبها تحت مقصلة العقوبات، وعلى قارعة المخاطر والبهورات والتهديدات الإسرائيلية. وما لم يرتكبه نصرالله تولته المنظومة إذ مارست صمت القبور، صمت القبول بما يحصل، وتخلت عن دورها طوعا أمام شعبها والعالم أجمع.

وفيما يشبه صعقة كهربائية، في زمن انقطاع الكهرباء، أبلغت السفيرة الأميركية رئيس الجمهورية أنها تلقت قرارا من إدارتها بأنها تعمل على تسهيل استجرار الكهرباء من الاردن عبر سوريا الى لبنان، واستجرار الغاز من مصر عبر الأردن وسوريا الى لبنان من أجل تشغيل معامل الكهرباء، وكذلك تلقى الرئيس بري الخبر نفسه من وزيرة الطاقة الأردنية.

في الاتصالين، محاولة لقطع الطريق على مشروع نصرالله، و تحذير أميركي من مغبة إخراج لبنان عن شبكة الانتظام الدولي العام.

توازيا، صدر بيان عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، خصصه كله، وللغرابة غير المستغربة، للحديث عن دور الرئيس عون الايجابي في عملية تشكيل الحكومة، من دون التطرق الى الانقلاب غير الناعم لحليفه نصرالله عليه، وعلى الدولة التي يمثل.

وفي تعرية للرئيس ميقاتي وتحويله الى ساعي بريد، حمل البيان الرئاسي بعض الأفرقاء مسؤولية الانقلاب المتكرر للرئيس المكلف على الصيغ الوزراية، التي يتم التوافق عليها مع الرئيس عون، الأمر الذي لا يريده لا عون ولا ميقاتي. كما عبر البيان عن خشية القصر من دفع ميقاتي الى الاعتذار، فكان رد من ميقاتي أكد فيه استمراره في عملية التكليف وأتبعه بزيارة الى قصر بعبدا عرض فيها مع الرئيس عون للوضع الحكومي على أن يعود الى بعبدا غدا…

وسط استقالة المنظومة الشاملة من أي دور انقاذي بناء، لبنان في الشارع، عتمة وجوع ومرض وانقطاع تام وكامل للكهرباء والمحروقات. والناس باللبناني الدارج عم تاكل بعضا. منشان هيك، أيها اللبنانيون ما تنسوا ترجعوا تنتخبون هني ذاتن.