Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 23/08/2021

انه اسبوع الحسم حكوميا. رئيس الحكومة المكلف حسم امره، على ما يبدو، وسيزور قصر بعبدا حاملا تشكيلة كاملة ترتكز على قاعدة الثلاث تمانات. الزيارة قد تتم غدا او بعد غد ، ونجيب ميقاتي اتخذ الخطوة بعد مضي ثلاثة اسابيع على التكليف، وبعدما ادرك انه لا يستطيع ان يبقى في دائرة المراوحة الى ما لا نهاية. فهو وضع نصب عينيه المعادلة الاتية: اذا لم يكن التأليف ممكنا فمن الافضل الاعتذار. في المقابل موقف بعبدا لا يزال ملتبسا.

فماذا سيفعل الرئيس ميشال عون؟ هل يرضى بالتشكيلة الميقاتية المنتقاة، بالنسبة الى الاسماء، بدقة “الجوهرجي” لكي لا يكون فيها الثلث الضامن لاي فريق ، ام يرفضها معتبرا انها لا تلائم نظرته الى الحكومة؟ حتى الان الجواب غير واضح في بعبدا، لأن التشكيلة لم تقدم رسميا بعد حتى يبنى على الشيء مقتضاه.

لكن بمعزل عن النتيجة في اليومين المقبلين ، فالثابت ان شهر آب لن ينتهي قبل ان تنتهي رحلة ميقاتي مع التكليف. فاما ان يتخطى التكليف الى مرحلة التأليف، واما يكتشف صعوبة الاستمرار فيقدم على الخيار الصعب: الاعتذار. مع الاشارة الى ان الظروف المحيطة بعملية التأليف ليست سهلة. تكفي الاشارة الى الخطابين الاخيرين للامين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقد اكد فيهما ان قافلة النفط الايرانية تسير على الطريق الصحيح وان استيراد المحروقات الايرانية لن يقتصر على سفينة او سفينيتن بل هو مسار طويل. فهل يمكن لميقاتي ان يتحمل تبعات هذا القرار، ان سلبا او ايجابا؟ وهل من يفضل عدم مواجهة قرار رفع الدعم، يمكنه ان يواجه وصول السفن الايرانية الى لبنان؟

في الاثناء، التواصل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف مستمر عبر وسيط، كما علمت ال “ام تي في”.

لكن حتى الان الامور لم تحسم نهائيا، ان على صعيد توزع الحقائب الوزارية او على صعيد الاسماء المطروحة للتوزير. بالتالي فان شيطان التفاصيل لا يزال يسيطر على التوليفة الوزارية، ما يجعل حظوظ النجاح تعادل تقريبا احتمالات الفشل. علما ان المخاطر المحلية الناتجة من فشل التأليف كبيرة، كما ان عون وميقاتي يعيشان يوميا حجم الضغوط التي تمارس اقليميا ودوليا لتخطي مرحلة الفراغ الحكومي. فهل ستحمل هذه المعطيات الرئيسين على تخطي الصعوبات وتشكيل الحكومة، ام ان اخراج الوضع الحكومي من دائرة الصراع الاقليمي والدولي الدائر على لبنان سيبقى صعبا ان لم يكن مستحيلا؟ز

حياتيا، اجتماع بعبدا السبت لم يؤد حتى الان الى حلحلة ازمة المحروقات، والسبب الاساسي ان المحروقات لن تؤمن للمحطات وفق التسعيرة الجديدة الى حين انتهاء مخزون المحطات بعد بيعه وفق التسعيرة القديمة.

وقد علمت ال “ام تي في” ان ثلاث شركات بدأت افراغ حمولة ثلاث بواخر حتى قبل حصولها على الاذونات المسبقة وذلك للتسريع في الحل المطلوب. وعليه ينتظر ان تبدأ الحلحلة بدءا من صباح الاربعاء المقبل. فهل تنتهي جلجلة المواطن في منتصف الاسبوع الجاري؟ ام ان الحل لن يكون اكثر من فترة سماح بين ازمتين؟ في الاثناء معظم نواب الامة غائبون عن المشهد الحياتي، كأن الازمة لا تهدد حياة اللبناني وصموده في ارضه. ففي البرلمان لا مساءلة ولا محاسبة، وخارج البرلمان كلمات وتغريدات وخطابات…

فممثلو الشعب لا يدركون ان الناس ملوا الكلام ويريدون افعالا. لكن هل يطلب الفعل ممن هو اساسا عاجز عن الفعل؟ مع ذلك ايها اللبنانيون : ما تنسو ترجعو تنتخبون هني ذاتن!.