IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv”المسائية ليوم الخميس في 26/08/2021

محتكر فاجر، أو الليرة من مصرف كافر. هكذا يحلم اللبناني اليائس بزيارة الرئيس المكلف بعبدا، ويمني النفس بابتسامة عزيزة من خديه تبشر بولادة قريبة، ويصلي لرؤية الرئيس بري في القصر، ويسترق النظر الى باب المكتب الرئاسي عل المدير العام للقصر يخرج متأبطا بفرح عظيم مراسيم تشكيل الحكومة الميقاتية الجديدة . لكن شيئا من هذا لم يحصل طبعا، فالصرح الرئاسي في كنف الرئيس عون لم يكن يوما حاضنة استيلاد حكومات، لدرجة أن عهده يكاد ينقضي وهو لم يحظ بحكومة تستحق أن تحمل اسم حكومة العهد الأولى، والحكومات التي تعاقبت في عهده كانت لتشغيل الحال، وهذا ما أدى ويؤدي الى إجهاض مسودات التشكيلات، الواحدة تلو الأخرى والى سفح الرؤساء المكلفين الواحد تلو الآخر.

فخامة الرئيس ودولة الرئيس، خذا وقتكما لا تشكلا حكومة، الأمور بألفف خير، من فنيدق وعكار العتيقة والتليل وطرابلس الشهيدة الى الهرمل وبعلبك والضاحية وبيروت الجنوب. لا حروب ولا ميليشيات تتقاتل لا ناس يجوعون والدنيا بألف خير.

انشالله خير قالها مرتين الرئيس ميقاتي وهو خارج من القصر، لكن من وين الخير يا دولة الرئيس وكيف تجرؤون على التلفظ بالكلمة فيما الشعب يموت ويجوع ويتشرد ويقتتل على نقطة بنزين وحبة دواء. لم يعد يصح في مخاطبة المنظومة إسقاط سيناريوهات إقليمية ودولية مانعة للتشكيل، فمن يستطيع مواجهة القرارات الدولية المتصلة بلبنان وكسر العقوبات الأميركية وتغطية سلاح الدويلة وبواخر نفطها وبنزينها، لا أحد يصدق لا في لبنان ولا في العالم أنه عاجز عن تشكيل حكومة، تنقذ الشعب اللبناني البائس والدولة المترنحة من السقوط المحتم في الهاوية.

وطبيعي أمام مشهد الفوضى الشاملة التي تهدد لبنان ان يتوجه الأمين العام للأمم المتحدة الى القادة السياسيين اللبنانيين لتشكيل حكومة فاعلة وبشكل عاجل، والأمر ذاته ينسحب على الدعوة التي وجهها ممثل الاتحاد الأوروبي في لبنان الى العناوين نفسها و من قصر بعبدا، فلو كان المسؤول عن منع قيام حكومة في لبنان غير لبناني لكان مجلس الأمن استصدر قرارا كالقرار 1559، لكن السرطان الذي ينهش لبنان هو صناعة لبنانية بامتياز. وبما أن المسؤولين هم رأس الأفعى ورئيس حكومتنا المستقيلة طريد العدالة ومدعوم من زملائه السابقين، ما تنسوا يا لبنانيي ترجعو تنتخبوهن هني ذاتن.