أسبوع الحسم الحكومي لم يأت… بأي حسم. فلا عملية التأليف بلغت نهاياتها، ولا الرئيس المكلف أقدم على تجرع كأس الاعتذار. علما أن الخيار الأخير لا يزال مطروحا، لكنه مؤجل، ما يعني أن ميقاتي تجاوز المدة الزمنية التي كان وضعها لنفسه، أي نهاية شهر آب.
في المقابل لا تقدم يذكر على صعيد عملية التأليف. بل أن اللقاء الثالث عشر بين عون وميقاتي جاء إسما على مسمى، أي أنه جلب سوء الحظ لكل من لا يزال يراهن على تشكيل الحكومة قريبا. فلعبة تداول الأسماء كشفت المستور، وأثبتت أن المواقف في العمق على حالها. ففريق رئيس الجمهورية يريد الثلث المعطل من خلال طرح أسماء وزارية مؤيدة له، فيما الفريق الآخر يريد منعه من ذلك.
توازيا، برزت جملة تعهدات تردد أن رئيس الجمهورية طلبها من رئيس الحكومة المكلف إذا شكل حكومته، منها إقالة عدد من كبار المسؤولين في الدولة على رأسهم حاكم مصرف لبنان، وقائد الجيش، ورئيس مجلس القضاء الأعلى. فهل ما سرب حول هذا الموضوع صحيح أم أنه يندرج في إطار الدس لعرقلة تشكيل الحكومة؟ حتى الآن لم يصدر أي نفي لهذه المعلومة لا من القصر الجمهوري ولا من عند ميقاتي. فهل عدم النفي يعني التأكيد؟
إقليميا، مؤتمر دولي في العراق لدعمه، فيما المؤتمر الدولي لدعم لبنان مؤجل حتما، لأن المسؤولين هنا في خلافاتهم يتخبطون، وعلى مصالحهم الصغيرة يتصارعون. الى العراق جاء مسؤولون من مختلف انحاء العالم بعدما اخرج نفسه من المحور الايراني ووقف على الحياد، اما لبنان فعاجز عن معاكسة كلمة السر الايرانية او الوقوف في وجه “حزب الله” الساعي الى جعل لبنان امتدادا للجمهورية الاسلامية في ايران. ولأن الامر كذلك، فان السيد حسن نصر الله يمكنه ان يعد اللبنانيين كلما اطل اعلاميا، بباخرة وقود ايرانية من دون ان يخشى ردا عليه من اي من المسؤولين اللبنانيين. فهؤلاء نائمون نومة اهل الكهف، واذا استيقظوا فانهم لا يتجرأون على معاندة نصرالله او قول كلمة “لا” في وجهه.
رئيس الجمهورية لم يصدر اي توضيح او رد. رئيس الحكومة المستقيل مستقيل من كل شيء، وخصوصا من اتخاذ موقف! رئيس الحكومة المكلف منشغل بتركيب “بازل” الحكومة باخراج وادخال اسماء الى تشكيلته المرتقبة، فيما ادخال سفينة ايرانية لبنان آخر هم من همومه. اما الوزراء المعنيون فهم في الواقع غير معنيين الا بمصالحهم. يبقى نواب الامة، وهؤلاء بمعظمهم غائبون عن السمع والبصر، ولم يعرف عنهم يوما بانهم اصحاب موقف. ففي هذه الحال غير غريب ان يزهو العراق بحياده، وان يبقى لبنان في الحضيض او ان يتدركب كثر نحو جهنم. مع ذلك ايها اللبنانيون: ما تنسو ترجعو تنتخبون هني ذاتن!