الرئيس ميقاتي قال إنه لن يعتذر، لكنه أصر على التوضيح بأنه يحتسب بقاءه مكلفا بالأيام وليس بالأشهر، رغم أنه كسر شهره الأول من دون تشكيل، ولم يستقل كما كان وعد.
المبكي المبكي، لأن لا مكان للضحك في المأساة التي نعيش، أن الرئيس ميقاتي يسأل نفسه حتما: طيب من أين أبدأ؟ كيف أصعد إلى بعبدا، وأي صيغة شهيدة سلفا اقدمها للرئيس عون ولفريق الليل في القصر، الذي كلما قدمت تشكيلة نسفها؟ السؤال بديهي. فرغم أن ميقاتي هو رجل التسويات وسيد من ابتدع الزوايا المستديرة، إلا أنه استهلك كل المعادلات الحسابية والهندسات الوزراية والمداكشات في الحقائب، سعيا لإمرار تشكيلة واحدة ترضي بعبدا وترضيه، لكنه لم يفلح. هو الذي اعتبر، منافسة أو سذاجة، أنه قادر، بطبعه الهادئ، على النجاح مع عون حيث فشل الحريري.
وما يجعل مساعي ميقاتي أكثر صعوبة ويقربه من الاعتذار، أن ما يمتصه من شروط عون وما يتعرض له من تسريبات وردية عن إيجابيات ليلية تمحوها النهارات، وانتقادات سوداء يوميا تؤكدها بيانات “التيار الوطني الحر”. إن هذه التصرفات باتت تؤذي موقع ميقاتي الشخصي داخل طائفته وموقع طائفته في التركيبة الوطنية. والدليل تمثل في رفع مرجعياتها الصوت واعتمادها مواقف سلبية، من شأنها إسقاط الإشكالية الحكومية إلى الدرجة الثانية من الإهتمامات، وإعطاء الأولوية للاشكال الطائفي- الميثاقي المستجد.
هذه المعطيات السلبية التي تتراكم وتتدافع من دون وسيط محلي أو إقليمي أو دولي، ومن دون أي وازع دستوري بعدما مزقت المنظومة الدستور، تجعل من استمرار ميقاتي رئيسا مكلفا أمرا مكلفا جدا، كما تجعل من اعتذاره وانسحابه من دون تشكيل، مشكلا كبيرا، إذ يضيف الى الكوارث الحياتية أزمة نظام نعرف كيف بدأت ومن وبدأها ولماذا، خصوصا إذا علمنا بأن أي سني محترم لن يقبل أن يكون الضحية الرابعة في لعبة الHunger games التي يديرها عون وفريقه.
ونعرف كيف ستنتهي، وقد بدأت طلائع نهايتها بالظهور تباعا، ليس في الجوع والفقر والأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة فقط، بل بالأمن المتفلت والسلاح المتوحش المتروك بين أيدي متحورات بشرية صار الرصاص والسكاكين وزهق الأرواح وسائلها الأسهل، لتعبئة خزان سيارة أو للاستيلاء على ربطة خبز أو لفرض أفضلية مرور.
ولنا خير دليل في الاعتداء السافر والفاجر والمتمادي زمنيا الذي تعرضت له بلدة مغدوشة الآمنة في شرق صيدا، على أيدي شبان من عنقون هاجموها السبت والأحد على خلفية تعبئة مادة البنزين. المشكلة الأكبر والأخجل في هذه الواقعة المشينة، تتمثل في تأخر الفاعليات التي تمون جدا على المعتدين لردعهم فورا. والمشين أكثر أن ما حصل، قد حصل على مرأى ومسمع القوى الأمنية التي تركت الأمور تتفاقم ولم تتدخل إلا متأخرة وبعدما وصلت استغاثات الأهالي الى الmtv ووسائل التواصل الاجتماعي.
منشان هيك ومكافأة لهم على أدائهم المشرف، ما تنسوا يا لبنانيي ترجعو تنتخبون هني ذاتن.