IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الثلثاء في 07/09/2021

أبشع تجليات المذلة، في واقعنا اللبناني المريض، أن الشعب الذي انتفض ضد المنظومة وظلمها في السابع عشر من تشرين، مطالبا برحيلها ومحاكمتها وسجن أركانها وبتشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين، هذا الشعب نفسه، يرجوها الآن أن تشكل حكومة من لحمها ودمها بكامل فسادها، ومن رجال يدينون لهذا الزعيم و ذاك، من المنضوين في التركيبة التي أوصلتنا الى المآسي التي نتخبط فيها.

وقمة المذلة والاستخفاف بالناس، أن المنظومة تمانع وتتغنج وتتراقص فوق مقابر الشعب وآلامه ولا تشكل حكومة. وهي بلا خجل ولا وجل تقلب الشعب، يوما على نار خفيفة، ويوما على نار قوية … ساعة تدعي أن الحكومة سترى النور خلال ساعات ولم يبق سوى هذه الحقيبة أو تلك، وساعة تنسف التشكيلة الوردية، وتشقلب “بازل” الحقائب وترجعنا الى المربع الأول، بل الى ما تحت الصفر.

مخاطر هذه الزئبقية المجنونة أنها ترفع احتمالات انسحاب ميقاتي من التكيلف، وتعيدها الى الواجهة كمخرج لن تبقى تداعياته السلبية منحصرة في شخصه، بل تتعداه الى طائفته، ما سيضع الدولة في أزمة نظام.

ولا نذيع سرا ولا نخبركم بما لا تعرفون، بأن كل المساعي المبذولة من الوسطاء الداخليين وفي مقدمهم اللواء عباس ابراهيم، إضافة الى مصطفى الصلح الوسيط الجديد الذي دخل على خط ميقاتي- باسيل، الى الوسطاء الدوليين وعلى رأسهم الرئيس ماكرون لم تنجح في زحزحة الرئيس عون وفريقه عن المطالبة بالثلث المعطل، بحيث صار الرئيس المكلف يصرف معظم وقته في غربلة الأسماء التي يرسلها الى بعبدا أو ترد اليه من طرفها، والجامع المشترك بين التي ترفض في البلاتينوم أو تفرض من القصر والبياضة هو تبعيتها السياسية، تؤمن الثلث المعطل أم تمنعه؟.

في هذه الظروف، تنعقد في عمان الأربعاء، اللجنة الرباعية لاستجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن عبر سوريا الى لبنان، لإجراء جردة تقنية ومالية لإمكانات تنفيذ المشروع.

في الانتظار، الثبات في العناد والمحاصصة الفاجرة يقابلهما انهيار شامل وكامل لكل القطاعات والمؤسسات على اختلافها، وسط إجماع كوني على أن أساس الأزمة هو لا أخلاقية المنظومة. يعني طالبان تسعى للحفاظ على الدولة وعلى كابول، وقد شكلت للغاية حكومة تصريف أعمال لتأمين الاستقرار والانقاذ، أما عندنا فلا.

ولقطع دابر الأمل، أعلن الرئيس بري لـ “مستقبل ويب” أنه لم يبق أمامنا في الشأن الحكومي إلا الدعاء. منشان هيك يا لبنانيي، ما تنسوا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.