أيها اللبنانيون لن نخبركم عن إيجابيات على خط تشكيل الحكومة كيلا نعمق إحباطكم، لن نلعب لعبة أهل المنظومة التي تستخدم هذا النوع من التسويق من أجل كيد بعضهم البعض، ولو جاء الأمر على حساب أعصابكم المهترئة وآمالكم المحطمة، تماما كما فعلوا لتسويق كذبة الدعم التي دفعوكم ثمنها من جيوبكم واضعين مستقبلكم ومستقبل أولادكم ومصير الدولة والوطن في شدق الإفلاس والخراب.
وللأمانة، امتناعهم اليوم عن توزيع الأكاذيب المخدرة خفف على اللبنانيين المسجونين في سياراتهم أمام محطات الوقود عناء التلاعب بهم وإهانة عقولهم.
ففي مقابل صمت مطبق عن أي كلام في التشكيل من جهة الرئيس المكلف، سربت أجواء من محور بعبدا – ميرنا الشالوحي أصر مطلقوها على أن كل الاشكالات ذللت ولم يبق سوى حقيبة الاقتصاد، إن حلت ترى الحكومة النور. وقد اراد مسوقو المعلومات استخدامها كمنصة للتأكيد بأن هذا التقدم يشكل دليلا على أن الرئيس عون لا يريد الثلث المعطل ولا يحب المعطلين، في تصويب مباشر على الرئيس ميقاتي.
توازيا، ارتفعت أصوات في محيط الثنائي الشيعي منددة بالتمادي في تعطيل تشكيل الحكومة ولم يتردد بعضها في توجيه اتهام مباشر الى الوزير جبران باسيل بعرقلة العملية وممارسة ضغوطه واستخدام سحره على الرئيس عون ليتبنى نسفياته ويغطيها.
ولا توفر هذه الأصوات رئيس الجمهورية، وتقول إنه الى جانب الثلث المعطل “إلو تلتين الخاطر” في التعطيل الشامل، في انتظار أن يتوفر له أمر من اثنين: إما السيطرة على الحكومة العتيدة أو الرعاية الكاملة للفراغ، وهو مجال اختصاصه الأول وملعبه الأحب والأرحب.
وفي سياق رعاية الفراغ، أطلقت البطاقة التمويلية اليوم صوتيا، وهي في غياب حكومة أصيلة ترعاها وتواكبها ببرامج إصلاحية إنقاذية، ستتحور الى ما هو أسوأ من بطاقة انتخابية، إذ تتحول إلى بطاقة فقر حال.
ففي ظل الشح المالي والمحسوبيات وسوء الإدارة، تطرح هذه الأسئلة: بعد ارتفاع الأسعار الذي تجاوز ال 700 %، أي قيمة شرائية للبطاقة؟ وفي ظل الفوضى الإدارية والاستغلال السياسي كيف تصل البطاقة الى محتاجيها الحقيقيين.
هل يعلم الوزراء المعنيون، وهم يعلمون، بأن الشعب اللبناني في اكثريته الساحقة بات يحتاج البطاقة بعد سقوطه الى ما تحت خط الفقر المدقع بفعل التضخم الكارثي؟ كيف تتأمن المواد الأساسية التي تستهدفها البطاقة إذا توقف الاستيراد بسبب شح العملات الأجنبية في الأسواق وفي المصرف المركزي الذي لن يتمكن من فتح الاعتمادات للإستيراد.
وأخيرا وليس آخر، أليست البطاقة التمويلية قطعة حلوة مسمومة رمتها المنظومة لتخفف وطأة رفع الدعم الذي بدأ يأكل الأخضر واليابس؟ في المحصلة، ومكافأة لهم على إنجازاتهم المشرفة، ما تنس أيها اللبناني ترجع تنتخبن هني ذاتن.