Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 2021/09/16

ألم يكن أجدى واسلم لهيبة الدولة وسيادتها وخزينتها وكرامة شعبها وأمواله ومدخراته أن تمنع تهريب المحروقات، وسائر المواد والخيرات الى سوريا، بدلا من اللجوء الى هذه المناورة المستطيلة في الزمن، والمهينة للدولة والناس لاستجرار المحروقات من إيران عبر خطوط ملتوية ومرافىء مجهولة و مئات الصهاريج ؟. السؤال لن يلقى جوابا لكنه مشروع وضروري جدا، ولأنه كذلك فإننا نرفده بجملة أسئلة:
أولا، من يضمن أن المازوت الذي دخل ليس مازوتا لبنانيا، وسيعود على متن الصهاريج التي جاءت به؟
ثانيا، أليست هذه المناورة سياسية، مسرح تظهيرها لبنان لكن استهدافاتها اقليمية بامتياز؟ أي أن يظهر حزب الله في موقع الشفوق على شعبه فيما هو سبب ما يعاني منه هذا الشعب، وأن تؤكد إيران دورها الامبراطوري واهتمامها بما يتخبط فيه شعبها في ولاية لبنان .
ثالثا، هل تعلم حكومة ميقاتي الساعية الى خطب ود العرب والعالم أنها إن لم تشجب وترفض استيراد النفط من إيران عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، وتدين استقباله بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة وغياب اي مظهر للشرعية، هل تعلم أنها بهذا التصرف، هي تجهض اي فرصة متاحة وكل باب خجول مفتوح على دنيا العرب والعالم وتسهم في الإقفال على نفسها ولبنان في سجن المحور الإيراني؟

في السياق كان واضحا وصارما تحميل الاتحاد الأوروبي حزب الله مسؤولية أزمة لبنان الاقتصادية والاجتماعية وانتقاله من التلويح بالعقوبات على من يعطلون تشكيل الحكومة، الى أولئك الذين يعطلون عملها. في هذه العجالة اجتمع مجلس الوزراء وبحث البيان الوزراي وأقره مع بعض التعديلات، بعد الاتفاق على بعض النقاط الخلافية التي لم تتمكن لجنة صياغة البيان من حلها و أطلق على الحكومة شعار “معا للإنقاذ”.

توازيا، ما حصل اليوم من تجاوز سافر للحكومة الوليدة يفترض أنه كان مدار بحث معمق في الجلسة وإلا يكون الرئيس ميقاتي بصم على موقف رئيس التيار جبران باسيل من مسألة محروقات حزب الله، و ضحى بدوره ودور حكومته لصالح بقائهما ورقة تين للحزب وتصرفاته الماحية للسيادة. وعملا بمفهوم ضرب الحديد وهو حام يفترض بالرئيس ميقاتي أن يتنبه الى الاشتباك الذي افتعله جبران باسيل مع الرئيس بري، لأن تداعياته ستتجلى عرقلة بل ضربا لعمل مجلس الوزراء، الذي ستتحول طاولته الى ساحة حرب بين الجانبين ، وقد ظهرت تباشير المعركة في لجنة البيان الوزاري أمس. الحرص على نجاح الحكومة ينتزع مبرراته من الإيجابيات التي ظهرت في الأسواق، إذ وبمجرد عودة الدولة الى نفسها بعد تشكيل الحكومة، انعكس الأمر هبوطا حادا في سعر صرف الدولار، أنسى الناس أو كاد، جهنم انقطاع المحروقات والأوكسيجين وفتح أمامهم بارقة أمل بقرب حل هذه الأزمات ولو بأثمان عالية. لذلك ايها اللبنانيون واجهوا المعطلين، و أوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.