المازوت الايراني يلاحق حكومة ميقاتي حتى اثناء نيلها الثقة! فالمسؤولون عن مجلس النواب نسوا او تناسوا ان الكهرباء تنقطع في لبنان ، ونسوا او تناسوا ان لا امكان لتنظيم نشاط مهما كان نوعه اذا لم تتأمن طاقة كهربائية بديلة عن كهرباء الدولة غير المتوافرة في معظم الاحيان! لذا بقي نواب الامة خارج القاعة العامة لقصر الاونسيكو خمسا وثلاثين دقيقة ، فعانوا للمرة الاولى ربما ما يعانيه معظم الناس كل يوم! انها نقطة ايجابية سجلت. لكن النقطة السلبية ان حزب الله هو الذي تدخل فاتى بمولدين كهربائيين الارجح انهما رفدا بالمازوت الايراني . فما هذه الدولة التي تعجز عن تأمين الكهرباء او على الاقل مولدات كهربائية ليعقد مجلس نوابها جلسة ثقة؟ وما هذه المؤسسة البرلمانية العاجزة عن استباق مسألة قطع الكهرباء؟ والاهم ما هذا الاستسلام امام حزب الله؟ وهل معقول ان نعيش في جمهورية ، مولدات حزب الله هي نجمة جلسة الثقة بلا منازع؟
ولأن الامر كذلك فان ما قبل الجلسة بدا اهم بكثير من الجلسة في ذاتها. فالثقة مضمونة وباكثرية واضحة ، والكلمات لم تقدم ولم تؤخر في شيء ، بل كانت مجرد عراضات كلامية لا جدوى منها ولا فائدة . في المقابل معاناة الناس مستمرة . يكفي ان نشير الى ان المحطات اما مقفلة تماما او مزنرة بطوابير لا تنتهي . ومع ان البنزين سيصبح متوافرا نسبيا في اليومين المقبلين ، لكن المادة لن تصبح متوافرة بشكل طبيعي قبل رفع الدعم . وقد ترددت معلومات اليوم انه لن يحصل نهائيا قبل فترة تراوح بين عشرة وخمسة عشر يوما من اليوم . فاذا كان رفع الدعم حتميا وقدرا لا بد منه فلماذا تأجيله ، الا اذا كان قصد المسؤولين الامعان في اذلال الناس وتيئيسهم وغرز السكين في جرحهم النازف؟ على اي حال انها النتيجة الطبيعية لسلطة تنفيذية عاجزة وفاسدة ، ولسلطة تشريعية لا تحاسب ولا تراقب ويكتفي معظم اركانها برفع ايديهم لمنح الثقة ” ع السريع وع العمياني” . مع ذلك ايها اللبنانيون: ما تنسو ترجعو تنتخبون هني ذاتن!