“ما رح تقتلونا مرتين” . انها العبارة التي عنونت لوحة كبيرة رفعها محامون داخل قصر العدل في بيروت ، فيها صور ضحايا تفجير المرفأ . الشعار وصور الضحايا شكلت اوضح رد على زيارة وفيق صفا الى العدلية . وجاء رفعها في صدر قاعة الخطى الضائعة كإثبات من اهالي الضحايا انهم لا يريدون عدالة ضائعة ، بل عدالة تصوب وتـصيب ، تبرىء البريء وتدين المجرم ، وصولا الى احقاق الحق . هذا في داخل قصر العدل . اما في خارجه فتحرك لافت اعاد بعض الحيوية الى الشارع الغاضب ، واكد مرة جديدة ان قضية بحجم جريمة المرفأ لا يمكن ان تموت بمرور الزمن . صحيح ان المنظومة القاتلة تحاول ما امكن خنق التحقيق ومحاصرة القاضي طارق البيطار ، لكن صوت الشعب اقوى ، فكيف اذا كان صوت الشعب متحدا بصوت الحق والحقيقة ؟ فيا اهل المنظومة ، مع انكم قتلة محترفون ومجرمون ماهرون ، لكننا فعلا هذه المرة “ما رح نخليكن تقتلونا مرتين” .
وفيما كانت الاصوات المؤيدة للعدالة تعلو في قصر عدل بيروت ، كانت الاصوات الرافضة لسلاح حزب الله والمطالبة بسلاح واحد على أراضي الجمهورية اللبنانية تعلو في البيت المركزي لحزب الوطنيين الاحرار . فمن السوديكو انطلق اليوم مشروع توحيد الاحزاب والشخصيات السيادية بهدف تأسيس جبهة موحدة لانقاذ الوطن. الخطوة مهمة ، لكنها بلا شك بحاجة الى متابعة واستكمال ، وخصوصا ان سياديين فضلوا البقاء خارجها لاسباب كثيرة ، وهو ما يجب ان يعالج بروية وهدوء . ما حدث في العدلية والسوديكو خطف الاضواء من الجلسة الاولى لمجلس الوزراء التي بدت باهتة في مضمونها باستثناء امرين. الاول الاختلاف في وجهات النظر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة حول كيفية تشكيل اللجنة الوزراية المولجة ملف التفاوض مع صندوق النقد الدولي. والثاني اقرار احالة جريمة بلدة التليل على المجلس العدلي. لكن مع هكذا منظومة من يضمن الا يكون تمييع تحقيق التليل مشابها لمحاولة تمييع تحقيق مرفأ بيروت؟ فالمنظومة هي هي، ونواب العار والنيترات هم هم ، لذلك ايها اللبنانيون “اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن” !