معيبة أكثر، كمية الدجل والضعف والخنوع التي تتصاعد من افواه اركان المنظومة، أم تلك المكتومة في صدورهم المترددة الخائفة والخبيثة؟، كيفما أتت الإجابة فلن تكون مشرفة بل مخجلة مدانة بأشد التعابير. أركان المنظومة الناطقون باسم لبنان المقهور المحتل، لم يجرؤ واحد منهم على سؤال وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان عن جيش حزب الله الإيراني في لبنان الذي تبجح به غلام علي رشيد، ولم يجرؤ أحد منهم على سؤاله عن إغراق لبنان بالمازوت الإيراني. وبدلا من أن يتسترا على البلية، أعلن رئيس الحكومة أنه لم يكن على علم بمعابر التهريب غير الشرعية على الحدود إلا لحظة شاهد مثل عامة الناس صهاريج المازوت الإيرانية وهي تعبرها الى لبنان، أما وزير الخارجية فقال بثقة إنه لم يبحث هذه المسألة مع نظيره الإيراني. ويمكن منح تردد أركان الدولة سببين تخفيفيين: الرهبة في حضرة المفوض السامي، وانشغالهم في الاستماع اليه وهو يبدي استعداد طهران او يعطي التعليمات لبناء محطتي توليد للكهرباء في بيروت والجنوب، والأمر إذا عولج كما عولجت قضية المازوت فإن شركتي سيمنز وEDF تصبحان خارج المعادلة وكذلك استجرار الكهرباء والغاز من مصر والأردن.
أمام هول التخاذل الرسمي الذي يهدد بالخطر المساعي الفرنسية للإنقاذ, ومشروع التفاوض مع صندوق النقد ما سيضيق الحصار على لبنان بعكس ما يؤكد عبد اللهيان، لم يعد يصح تشبيه هذه التصرفات بغمس الرأس في الرمال كالنعامة، فقد تجاوزت المنظومة هذا التعبير لتفرض مكانه في معاجم الانبطاح تعبير غمس الرؤوس في الوحول ومشتقاتها.
في المقلب الآخر من جبل المشاكل، لم تكتف الدولة في التحايل لنسف الانتخابات أو تشويهها تمهيدا لتزويرها من خلال السعي لتطيير حق المغتربين في الاقتراع، بل حرمت من بلغوا الثامنة عشرة المشاركة في الاستحقاق اقتراعا وكذلك أجهضت مشروع الكوتا النسائية. والأخطر أنها قربت موعد الانتخابات الى 27 آذار وهي لم تشكل بعد هيئة الإشراف عليها، المفترض ان تنشأ قبل ستة أشهر من الاستحقاق، إضافة الى انها لم تملأ الشغور في مجلس القضاء الأعلى، الذي يقترح اسم رئيس الهيئة على مجلس الوزراء لتعيينه، الأمر الذي حذر منه رئيس حزب القوات سمير جعجع وحض المسؤولين على عدم الاستهانة به وإهماله.
في اليوميات، الهجمة على القاضي بيطار لم تهدأ فيما هو يواصل عمله غير متأثر بالتهديدات، أما حياتيا، فأزمة عودة طوابيرالبنزين تنتظر نتيجة الكباش بين وزير الطاقة ومحطات التوزيع الذي يخفي نية مكشوفة برفع السعر أو رفع النهائي للدعم . بإزاء أدائهم المخجل، إن حصلت الانتخابات نتوسل اليكم ايها اللبنانيون ما ترجعو تنتخبون هني ذاتن.. أكيد مش معقول تعملوها.