Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 17/10/2021

الأسبوع الطالع هو أسبوع المفترقات الصعبة والتقاطعات الخطرة والقرارات المصيرية. بدءا من الاثنين، إما يمهد السيد حسن نصرالله في إطلالته المسائية لتثبيت مفهوم الدولة أو يمأسس مفهوم الدويلة، فيحيي دورية الجولات القتالية والهدنات الهشة وما بينها من فترات لا استقرار تدفع لبنان الى التفكك والانهيار، ولنا في ما حصل في الأعوام والفترات التي سبقت العام 1975، أكثر من مثل أسود ترتعد منه الذاكرة وتقشعر له الأبدان.

لكن ما لا يشجع على تكبير الرهان على إيجابية تصب في مصلحة الخير العام، أن الخطاب الذي سبق حوادث 14 تشرين في الطيونة- عين الرمانة، والنفخ في جمر التحريض على القضاء والدولة والبشر، لم يرتدع ولم تهزه الدماء التي سالت ولا تهديد الاستقرار، بل هو الى تصاعد وتصعيد.

والغاية من التوتير ضرب ثلاثة أهداف: الأول، القضاء من خلال نسف التحقيق في تفجير المرفأ. الثاني القضاء على القوات كعقبة وحيدة في وجه مشاريعه الناسفة للطائف كدستور راع للعيش الواحد المتساوي بين اللبنانيين. الثالث، الدولة لإرساء قواعد دولته بمفاهيمها التي باتت معروفة وشهدنا بيارقها الخفاقة الخميس.

أسبوع المفترقات المصيرية استحقاق تاريخي على أهل الدولة أيضا، إما يذهبون الى المزيد من التراخي أمام الدويلة أو يثورون لشعبهم وقسمهم وشرفهم ودستورهم ودولتهم فيستخدمون صلاحياتهم وهي كثيرة، وقد رأينا أنها كذلك زمن التعطيل.

والمطلوب من المنظومة وقفة مؤسساتية تحمي القضاء فلا يتم سفح القاضي بيطار كما يجري التخطيط في الكواليس استرضاء ل “حزب الله”، من خلال اختراع هيئة اتهامية لاستئناف قراراته بما يسقط مذكرات التوقيف التي أصدرها أو سيصدرها، ويدفعه الى الدوران في حلقة مفرغة أو يتخلى.

كذلك يتعين على المنظومة حماية الجيش بدلا من الاحتماء به، والخطوتان تعززان السلم الأهلي ولا تهددانه، كما يهدد ويلوح المهددون وليس آخرهم النائب محمد رعد. نعم، إذا تخاذلت المنظومة، عندها تكون تستدرج الحرب والفوضى والأمن الذاتي، وتضرب الاستقرار وتستدعي تخلي دول العالم عنا وحجب المساعدات.

في اختصار، وبعكس ما خير جبران باسيل اللبنانيين أمس بين اتفاق مار مخايل أو الحرب، فإن بين المنزلتين مشاعات ومساحات شاسعة محتلة، إذا حررناها نبني دولة مستقرة حضارية مزدهرة. بمعنى آخر، في مقابل 13 تشرين هناك 17 تشرين وهذا يضع جزءا كبيرا من المسؤولية على كتف المجموعات التي انتفضت على المنظومة، من دون أن ترسي نظامها، وقد احتفلت اليوم بخجل بمرور سنتين على ثورتها الاعتراضية المباركة، والتي لم تنجح في تثمير مفاعيلها وهي كثيرة.

خلاصة، لإنقاذ لبنان من الضياع، سلاح سحري اسمه الانتخابات، إسعوا إليه أيها اللبنانيون لكن أحسنوا الاختيار “وما ترجعو تنتخبون هني ذاتن”.